عنوان الفتوى : دفن السقط أم حرقه
سقط نزل عمره ثلاثة أشهر ما حكم دفنه مع العلم أن الدفن يكلفنا مبلغا كبيرا ألا يمكن أن ندفنه بغير طريقة البلاد التي نعيش فيها (أوروبا) وقد أخبرنا المستشفى أن السقط إن لم يدفن فسيحرق ثم يلقى به في مقابرهم. يمكن أن نحاول ذر رماده في مقابر المسلمين إن أمكن وإلا فلا؟ أفتونا وجزاكم الله كل خير وبارك الله فيكم.. رجاء مثل هذه المسائل التي لا نجد لها مجالا في كتب الفقه الموجودة أين نجدها؟ وكيف نجيب الناس عليها؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلا خلاف بين جمهور الفقهاء في أن السقط إذا استبان بعض خلقه أنه يجب أن يدرج في خرقة ويدفن.
ولا شك أن السقط بعد الأشهر الثلاثة تتبين خلقته، فعلى هذا فإنه يجب دفنه، لأن في ذلك إكراماً له، فلا يلقى على وجه الأرض تأكله السباع والطيور.
ويتعلق الوجوب بأولياء هذا السقط، فيبذلون المال من أجل هذا الإكرام بالدفن، ولا يستكثر ما يدفع من أجله من المال، وإذا عجزوا عن ذلك فليستعينوا بالجمعيات الخيرية والمراكز الإسلامية الموجودة في تلك البلاد، ولا يجوز أن يُمكَّن الكفار من حرقه لأن في ذلك امتهاناً لكرامته.
هذا إن أمكن دفع المبلغ المطلوب، وإلا فلا يكلف الله نفساً إلا وسعها.
وفي ختام هذا الجواب فإننا ننبه السائل إلى أن الأحكام التي تتعلق بالسقط متوفرة في كتب فقهائنا، كما أننا نعتذر إليه لتأخر الإجابة، وذلك بسبب إجازة عطلة عيد الفطر.
والله أعلم.