عنوان الفتوى : الله يمهل ولا يهمل
من فضلك زوجي أدمن امرأة يعيش معها في الحرام ولقد حاولت استرداده بكافة الطرق فأبى وطلقت مرتين ومعي 4 أبناء منه وباقي طلقة وأنا أخشى الطلاق مخافة على أبنائي وأهلي يقولون لي ظل راجل والرجل متيم بالمرأة في الحرام وأنا متضررة بدنيا ومعنويا ولا أعرف ماذا أفعل ولماذا لا يعذبهم الله بأفعالهم كي يرتدع الناس عن الحرام لاسيما وأن عقوبة الزنى لا تطبق وأصبحت حرية شخصية ماذا أفعل لقد اختلطت علي الأمور وأوشكت على عدم الثقة في أي شيء أنا أتدمر وهما يعيشان في نعيم دون ضمير ولا خوف من الله أريحوني بردكم وشكرا.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن الله تعالى يمهل من عصاه، ويملي له، فإن تاب إلى ربه ورجع وآب كان ذلك رحمة من الله تعالى عليه، وإن استمر في طغيانه كان ذلك استدراجاً من الله تعالى، ولكن الله تعالى لا يهمله، وقد خرج الترمذي من حديث أبي موسى رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إن الله تبارك وتعالى يملي -وربما قال يمهل- للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته." ثم قرأ: ( وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة إن أخذه أليم شديد ) [هود:102] قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب .
وما دام الزوج على هذه الحال مجاهراً بالمعاصي والفسق، فلا يجوز لك البقاء معه وفراقك منه خير لك في دينك ودنياك، وسيخلف الله تعالى عليك بمن هو خير منه، وكم من امرأة أقامت مع زوج فاسد فأفسد عليها دينها، وخرب عليها دنياها، وما تجدينه من الأضرار البدنية والمعنوية هو مثال على ذلك.
وأما الأولاد فإن الزوج ملزم بالإنفاق عليهم والاهتمام بهم وتوفير كل ما يحتاجون إليه، وليس على الزوجة شيء من ذلك.
ولا يصح أن يقال عن أهل المعصية إنهم يعيشون في نعيم، بل ما هم فيه هو عين العذاب والمقت، وما يصيبهم من الهم والضيق والوحشة والظلمة في قلوبهم أعظم بكثير مما قد يصيب أهل الطاعة من الابتلاء، لكن لسكرة المعصية لا يشعرون بأن ما أصابهم بسبب ذنوبهم، وقد يمدحون حال أنفسهم كبراً وعناداً.
والله المستعان.