عنوان الفتوى : درهم ربا أشد من ست وثلاثين زنية

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

لقد أتممت 21 سنة ووالدي متوفى منذ أكثر من 10 سنين وأمي الحمد لله قامت بتربيتي أنا وأخي من ميراثنا المشكلة باختصار أن أمي أصيبت بنوع من الاكتئاب النفسي وهي تعالج منه وقد سحبت كل أموالنا من بنك إسلامي ووضعتها في بنك ربوي ولا ستطيع أن أعصي لها أمراً ولا أستطيع أن أسحب أي مبلغ من ميراثي بدون إذنها وأريد أن أطهر المال من الربا قيل لي إني عندما أستلم مالي سأحاسب عليه فماذا أفعل؟

مدة قراءة الإجابة : دقيقتان

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فإن البنوك الربوية لا يجوز للمسلم أن يتعامل معها أو يودع أمواله فيها لأنها معلنة بالمعصية والمحاربة لله ورسوله.
والتعامل معها نوع من التعاون على الإثم والعدوان، وقد قال الله تبارك وتعالى: (ولا تعاونوا على الإثم والعدوان واتقوا الله إن الله شديد العقاب) فإذا كان باستطاعتك سحب مالك دون أن يسبب لك ذلك مشكلة، فعليك أن تفعلي، ولتعلمي أن المكلف مسؤول عن نفسه، ويجب عليه أن يحافظ على دينه وعرضه وماله.
وقد قال صلى الله عليه : " لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع: عن عمره فيما أفناه؟ وعن جسده فيما أبلاه؟ وعن ماله من أين اكتسبه وفيما وضعه؟ وعن علمه ماذا عمل فيه؟." رواه الطبراني عن معاذ .
وروى الترمذي مثله بإسناد صحيح.
وعليك أن تنصحي أمك وتعالجيها برفق ولين حتى تقتنع بسحب أموالكم من البنك الربوي، فلا يعقل استبدال الخبيث بالطيب، ويمكن أن تستعيني بأخيك على ذلك بعد أن تبيني له تحريم الربا وتغليظ عقوبته.
ونقول لهذه الأم: إن عليها أن تتقي الله تعالى في نفسها وفي أبنائها ولا تربيهم بالمال الحرام، فإن كل جسم نبت من الحرام فالنار أولى به، ومن عاش بالحرام وتغذى بالحرام .. فإن الله تعالى لا يقبل له دعاء، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم صلى الله : " درهم ربا يأكله الرجل وهو يعلم، أشد من ست وثلاثين زنية." رواه الإمام أحمد .
نسأل الله للجميع الهداية والتوفيق.
والله أعلم.