عنوان الفتوى : الصيام والتصدق لتحصيل عَرَض الدنيا.. حكمه، وأحواله.
ماحكم من يصوم ويتصدق حتى يقضي الله له أمراً في نفسه وهل هذا جائز أم لا؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فمن صام أو تصدق يريد بذلك وجه الله وتحصيل غرض من أغراض الدنيا، فإن عمله صحيح ويثاب على قدر ما أخلص من عمله إذا كان الباعث الأصلي على العمل هو إرادة وجه الله.
وأما من عمل عملاً لا يريد بذلك إلا حظاً من الدنيا فليس له إلا ما نوى، قال تعالى: ( من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوف إليهم أعمالهم فيها وهم فيها لا يبخسون*أؤلئك الذين ليس لهم في الآخرة إلا النار...) روى ابن جرير الطبري عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: : من عمل صالحاً التماس الدنيا صوماً أو صلاة أو تهجداً بالليل لا يعمله إلا لالتماس الدنيا يقول الله أوفيه الذي التمس في الدنيا من المثابة وحبط عمله الذي كان يعمل التماس الدنيا، وهو في الآخرة من الخاسرين .
ويقول صاحب كتاب تيسير العزيز الحميد شرح كتاب التوحيد نقلاً عن محمد بن عبد الوهاب: فمن ذلك العمل الصالح الذي يفعله كثير من الناس ابتغاء وجه الله من صدقة وصلاة وإحسان إلى الناس، وترك ظلم ونحو ذلك مما يفعله الإنسان أو يتركه خالصاً لله، لكنه لا يريد ثوابه في الآخرة إنما يريد أن يجازيه الله بحفظ ماله وتنميته أو حفظه أهله وعياله أو إدامة النعم عليهم، ولا همة له في طلب الجنة، والهرب من النار، فهذا يعطى ثواب عمله في الدنيا وليس له في الآخرة نصيب، وهذا النوع ذكره ابن عباس رضي الله عنهما . ا.هـ
ولعله يشير إلى ما رواه ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما وقد ذكرناه قبل، وهذا كلام شاف كاف في بيان أن من لم يرد بعبادته إلا حظاً من الدنيا ولم يكن له همٌّ في الآخرة أو طلب الجنة أو رضى الله سبحانه أنه ليس له في الآخرة نصيب من أجر على هذا العمل، فإن كانت له أعمال أخرى جوزي بها، وإلا كان من الخاسرين.
والله أعلم.