عنوان الفتوى : أول خطوة على الطريق التقوى ومسلتزماتها
ارتكبت الكثير من المعاصي والذنوب وأكثرها هو كبيرة الزنا واللواط والسرقة والكذب ولكني تبت إلى الله وبعد فترة ضعف إيماني مرة أخرى وبدأت العودة إلى بعض هذه الذنوب مثل السرقة والكذب والعادة السرية علما بأني غير متزوج وأنا في حيرة من أمري حيث إنني لا أستطيع الزواج لعدم قدرتي المادية وعمري يتجاوزالثلاثين عاماً ولا أدري ماذا أفعل لكي أتزوج وأستقيم على الطريق الصحيح . أرجو الإجابة في أسرع وقت ممكن لأنني أعيش في حالة من القلق والألم ؟ وجزاكم الله عنا كل خير ...
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلقد وضعت أيها الأخ الكريم أصبعك على موضع الداء وذلك عندما قلت في سؤالك: وبعد فترة ضعف إيماني مرة أخرى، وبدأت العودة إلى بعض هذه الذنوب، إذاً فسرُّ الانتكاسة هو ضعف الإيمان، فاعمد أخي إلى إيمانك فقوة، بمعرفة الله حق معرفته فإن من عرف الله اتقاه، ولذا كان العلماء يقولون: أخشى الخلق لله أعرفهم به.
فمن عرف أن الله يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل، لم يقنط من رحمة الله مهما بلغت ذنوبه، ومن عرف أن الله على كل شيء قدير، وأن له ملك السماوات والأرض، وأنه عزيز ذو انتقام لم يأمن عذابه، وبقي على خوف منه ووجل، وفي الحديث: والله لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلاً ولبكتيم كثيراً. رواه البخاري.
فبالجمع بين الخوف والرجاء تسلم من خطرين عظيمين: خطر القنوط من رحمة الله، وخطر التفريط في جنب الله، ومما يفيد في تقوية الإيمان تلاوة كتاب الله العزيز، وتدبره، والاجتهاد في العمل به، وقراءة أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم، وسير الصالحين، والتائبين، ومصاحبتهم في الواقع، وترك الرفقة السيئة التي تغري بالذنب، وتدعو إليه، وهجر مثل هذه الرفقة في غاية الأهمية، فالتخلي قبل التحلي.
ثم اعلم أن العجز عن الزواج ليس نهاية الدنيا، ولا هو مسوغ للانحراف، فإن الله تعالى يقول: وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لا يَجِدُونَ نِكَاحاً حَتَّى يُغْنِيَهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ [النور:33].
فاستعفف يا أخي، واعلم أن الله لن يضيعك: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً* وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ [الطلاق:2-3].
المهم أن تحقق التقوى وأبشر بوعد الله.
والله أعلم.