عنوان الفتوى : فضل من حافظ على الصلوات الخمس ، وأداهنّ كما أُمر .
ما صحة هذه الأحاديث من كتاب كنز الأعمال ، وهل يعمل بها ؟ 1. " من جاء بالصلوات الخمس يوم القيامة قد حافظ على وضوئها ومواقيتها وركوعها وسجودها لم ينقص منها شيئا جاء وله عند الله عهد أن لا يعذبه ، ومن جاء قد انتقص منهن شيئا فليس له عند الله عهد إن شاء رحمه ، وإن شاء عذبه "طس عن عائشة . 2. " من صلى الصلوات الخمس فأتمهن وأقامهن ، وصلاهن لوقتهن جاء يوم القيامة وله على الله عهد أن لا يعذبه ، ومن لم يصلهن ولم يقمهن جاء يوم القيامة وليس له على الله عهد إن شاء غفر له ، وإن شاء عذبه " ص عن عبادة بن الصامت . 3. " قال الله عز وجل: إن لعبدي علي عهدا إن أقام الصلاة لوقتها أن لا أعذبه ، وأن أدخله الجنة بغير حساب " ك في تاريخه عن عائشة .
الحمد لله
أما حديث عبادة :
فروى أبو داود (1420) ، والنسائي (461) عن عبادة بن الصامت قال : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : (خَمْسُ صَلَوَاتٍ كَتَبَهُنَّ اللَّهُ عَلَى الْعِبَادِ، فَمَنْ جَاءَ بِهِنَّ لَمْ يُضَيِّعْ مِنْهُنَّ شَيْئًا اسْتِخْفَافًا بِحَقِّهِنَّ ، كَانَ لَهُ عِنْدَ اللَّهِ عَهْدٌ أَنْ يُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ، وَمَنْ لَمْ يَأْتِ بِهِنَّ فَلَيْسَ لَهُ عِنْدَ اللَّهِ عَهْدٌ، إِنْ شَاءَ عَذَّبَهُ، وَإِنْ شَاءَ أَدْخَلَهُ الْجَنَّةَ) وصححه الألباني في "صحيح أبي داود" .
ورواه أبو داود أيضا (425) ، وأحمد (22704) عن عبادة بلفظ : ( خَمْسُ صَلَوَاتٍ افْتَرَضَهُنَّ اللَّهُ تَعَالَى مَنْ أَحْسَنَ وُضُوءَهُنَّ وَصَلَّاهُنَّ لِوَقْتِهِنَّ وَأَتَمَّ رُكُوعَهُنَّ وَخُشُوعَهُنَّ كَانَ لَهُ عَلَى اللَّهِ عَهْدٌ أَنْ يَغْفِرَ لَهُ، وَمَنْ لَمْ يَفْعَلْ فَلَيْسَ لَهُ عَلَى اللَّهِ عَهْدٌ، إِنْ شَاءَ غَفَرَ لَهُ وَإِنْ شَاءَ عَذَّبَهُ ) .
وصححه الألباني في "صحيح أبي داود" ، وكذا صححه محققو المسند .
وأما حديث عائشة :
فروى الطبراني في "الأوسط" (4012) من طريق عبْد اللَّهِ بْن أَبِي رُومَانَ الْإِسْكَنْدَرَانِيّ قَالَ : نا عِيسَى بْنُ وَاقِدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو اللَّيْثِيِّ ، عَنْ أَبِي سَلَمَة َ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال : (مَنْ لَمْ يُوتِرْ فَلَا صَلَاةَ لَهُ) فَبَلَغَ ذَلِكَ عَائِشَةَ ، فَقَالَتْ : مَنْ سَمِعَ هَذَا مِنْ أَبِي الْقَاسِمِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ وَاللَّهِ مَا بَعُدَ الْعَهْدُ ، وَمَا نَسِيتُ، إِنَّمَا قَالَ أَبُو الْقَاسِمِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (مَنْ جَاءَ بِصَلَوَاتِ الْخَمْسِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، قَدْ حَافَظَ عَلَى وُضُوئِهَا، وَمَوَاقِيتِهَا وَرُكُوعِهَا، وَسُجُودِهَا، لَمْ يَنْقُصْ مِنْهَا شَيْئًا، جَاءَ وَلَهُ عِنْدَ اللَّهِ عَهْدٌ أَنْ لَا يُعَذِّبَهُ ، وَمَنْ جَاءَ وَقَدِ انْتَقَصَ مِنْهُنَّ شَيْئًا، فَلَيْسَ لَهُ عِنْدَ اللَّهِ عَهْدٌ ، إِنْ شَاءَ رَحِمَهُ وَإِنْ شَاءَ عَذَّبَهُ) .
وقال الطبراني عقبه :
" لَمْ يَرْوِه عَنْ مُحَمَّدٍ إِلَّا عِيسَى ، تَفَرَّدَ بِهِمَا: عَبْدُ اللَّهِ " .
قال الشيخ الألباني رحمه الله :
" قلت : وهو المعافري ؛ قال الذهبي : "ضعفه غير واحد ، روى حديثاً كذباً ".
قلت : وأنا أظن أنه يشير إلى هذا الحديث ؛ فإنه ظاهر الكذب ، وقال الحافظ ابن حجر: " وهاه الدارقطني، وقال ابن يونس: وهو ضعيف الحديث ، روى مناكير".
قلت: وشيخه عيسى بن واقد ؛ لم أجد له ترجمة ، وبه أعله الهيثمي في "مجمع الزوائد" (1/ 293) " انتهى من "سلسلة الأحاديث الضعيفة" (11/ 371) .
والمنكر منه قوله : ( مَنْ لَمْ يُوتِرْ فَلَا صَلَاةَ لَهُ ) .
وأما باقي الحديث ، فله شواهد ، بمعناه ، كما مر في حديث عبادة .
ويشهد له أيضا ما رواه أحمد (18345) عَنْ حَنْظَلَةَ الْكَاتِبِ ، قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، يَقُولُ : ( مَنْ حَافَظَ عَلَى الصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ: رُكُوعِهِنَّ، وَسُجُودِهِنَّ ، وَوُضُوئِهِنَّ ، وَمَوَاقِيتِهِنَّ ، وَعَلِمَ أَنَّهُنَّ حَقٌّ مِنْ عِنْدِ اللهِ، دَخَلَ الْجَنَّةَ ) أَوْ قَالَ: ( وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ ) .
وقال محققو المسند : " صحيح بشواهده " .
وروى أبو داود (429) عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( خَمْسٌ مَنْ جَاءَ بِهِنَّ ، مَعَ إِيمَانٍ ، دَخَلَ الْجَنَّةَ : مَنْ حَافَظَ عَلَى الصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ ؛ عَلَى وُضُوئِهِنَّ وَرُكُوعِهِنَّ وَسُجُودِهِنَّ وَمَوَاقِيتِهِنَّ، وَصَامَ رَمَضَانَ ، وَحَجَّ الْبَيْتَ إِنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا، وَأَعْطَى الزَّكَاةَ طَيِّبَةً بِهَا نَفْسُهُ، وَأَدَّى الْأَمَانَةَ ) .
وحسنه الألباني .
وأما حديث عائشة : ( إن لعبدي علي عهدا ، إن أقام الصلاة لوقتها : أن لا أعذبه ، وأن أدخله الجنة بغير حساب ) .
فعزاه المتقي الهندي رحمه الله في " كنز العمال " (7/312) للحاكم في تاريخه .
و" تاريخ نيسابور " للحاكم رحمه الله كتاب عظيم جليل ، ولكنه في عداد ما فقد من أسفار المسلمين ومصنفاتهم ، ولا يوجد حاليا بين أيدي الناس - حسب علمنا - إلا تلخيصه ، لأحمد بن محمد بن الحسن ، المعروف بالخليفة النيسابوي ، وليس فيه هذا الحديث .
وتفرد الحاكم بروايته لهذا الحديث في تاريخه مشعر بضعفه وعدم ثبوته ، وخاصة أن جملة : ( وأن أدخله الجنة بغير حساب ) لم نجد ما يشهد لها ، ويغني عنه عبادة الصحيح المتقدم .
وينظر جواب السؤال رقم : (129240)، (152359) .
والله تعالى أعلم .