عنوان الفتوى : عملية الاستنساخ عبث بكرامة الإنسان لا يجوز
أريد أن أعرف الرأي الديني في عمليه الاستنساخ ؟ وبعض المعلومات العلمية
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد ثارت ضجة كبيرة في الآونة الأخيرة عندما طلع علينا علماء الأحياء فقالوا إنهم استطاعوا أن يخلقوا (يستنسخوا) شاة من شاة أخرى وأن الطريق أصبح مهيئا لاستنساخ البشر حسب الطلب. وحقيقة الأمر أن علماء الأحياء عبثوا ببويضة ملقحة وانتزعوا منها النواة وحقنوها بخلية حية من شاة أخرى، فظنوا أن الخلية الحية انقسمت ونشأ الجنين منها وتخلقت الشاة من هذه الخلية. والذي حدث هو الآتي. -الحصول على بويضة من شاة واستخرجت منها النواة -الحصول على خلية أخرى عادية من شاة واستخرجت منها النواة -وضع نواة الخلية العادية في البويضة -وضع البويضة في رحم الأم فتم تكاثرها إلى أن أنجبت الأم شاة. وتمت هذه العملية بعد إجراء أكثر من ثلاثمائة عملية دمج للحمض النووي المأخوذ من خلايا ضرع مع بويضات مخصبة من نعاج وكلها قد فشلت وربما أنتجت مسوخاً لم يعلن عنها. يقول الدكتور عبد الخالق محمد: إن استنساخ خلايا آدمية بالغة باستخدام التقنية آنفة الذكر لا يزال مستحيلا والمحاولات التي أجريت كلها باءت بالفشل وهي في مهدها والمحاولات القليلة التي نجحت كانت نتيجتها مخلوقات بالغة التشويه. وهناك طريق آخر للاستنساخ غير الطريق السالفة: وهي طريق التوائم وذلك أن الإنسان في البداية خلية واحدة تنقسم إلى خليتين ثم إلى أربع وقد تمكن العلماء من فصل الخلية التي نتجت عن انقسام الخلية الأم إلى اثنين وعزلهما إلى آخر هذه العملية التي بآت بالفشل أيضاً. وهذا العبث في الأجنة بالطريقتين ليس خلقا ولا استحداثاً للإنسان أو الحيوان ولن يكون شأن الإنسان شأن النبات يتكاثر بجزء من أعضائه أو نسيجه أو براعمه لأن شأن الحيوان شأن آخر. وعندما يشاء الله فإن البويضة الملقحة وحدها هي التي تنقسم فيها الخلايا إلى مجموعات عاملة كل مجموعة تعرف طريقها ومكانها وهذا التحول إنما هو من صنع الله تعالى: (هو الذي يصوركم في الأرحام كيف يشاء ) [آل عمرآن: 6]وهو تعالى الذي يتقل بالخلق من طور إلى طور قال تعالى: ( ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين ثم جعلناه نطفة في قرار مكين ثم خلقنا النطفة علقة فخلقن العلقة مضغة فخلقنا المضغة عظاماً فكسونا العظام لحماً ثم أنشأناه خلقاً آخر فتبارك الله أحسن الخالقين) [المؤمنون:12/14] وهذا السعي الحثيث لخلق الإنسان والحيوان من غير الطريق الذي وضعه الله تعالى سعي قديم عبثي إفسادي وهو نتاج للمعتقد المدون في التوراة المحرفة مأخوذ عن كفار الرمان الأقدمين الذي يقول: إن صراعاً بين الإنسان والإله منذ القدم وإن الإله قهر الإنسان لأنه حاز العلم وأن الإنسان استطاع أن يسرق شعلة المعرفة من الإله وبذلك أصبح كإلاله عارفاً الخير والشر. ولن يستطيعوا أن يخلقوا نوعاً جديداً فهو مستحيل لأنه ليس من اختصاص البشر بل محاولة الاستغناء بالذكر عن الأنثى والأنثى عن الذكر لن يكون . ( فمن أظلم ممن افترى على الله كذباً ليضل الناس بغير علم إن الله لا يهدي القوم الظالمين) [الأنعام: ٍ144] ولن يخلقوا نوعاً جديداً من النباتات ولا الفاكهة، فقد حاول بعض الباحثين في علم النباتات الخلط بين جينات البطاطس والطماطم فأخرجوا ثمرة سامة. إنه العبث والفساد. قال تعالى : ( أأنتم تخلقونه أم نحن الخالقون ) [الواقعة:59]( أأنتم تزرعونه أم نحن الزارعون) [الواقعة:64] إن العبث بخلق الإنسان جريمة كبرى لن تبوء إلا بالفشل والخسران. والعلم عند الله.