الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلم نقف بعد البحث ـ فيما تيسر لنا البحث فيه من المراجع ـ على دليل أو قول يعتد به يفيد بأن قراءة سورة مريم تسهل الولادة، والذي لا شك فيه أن القرآن الكريم كله شفاء وتيسير وعلاج وتسهيل وهداية... لمن آمن به وتمسك به وطلب ذلك به.. قال الله تعالى: وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ {الاسراء: 82}.

وهذا في القرآن عموما، ولكن بعض القرآن له خصائص في العلاج وغيره، قال السيوطي في الإتقان: وَغَالِبُ مَا يُذْكَرُ فِي ذَلِكَ كَانَ مُسْتَنَدُهُ تَجَارِبَ الصَّالِحِينَ.

ومما ورد عن السلف فيما ييسر الولادة ما جاء في كتاب الطب النبوي لابن القيم قال: وَرَخَّصَ جَمَاعَةٌ مِنَ السَّلَفِ فِي كِتَابَةِ بَعْضِ الْقُرْآنِ وَشُرْبِهِ، وَجَعْلِ ذَلِكَ مِنَ الشِّفَاءِ الَّذِي جَعَلَ اللَّهُ فِيهِ ـ قال: يكتب في إناء نظيف: إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ، وَإِذَا الْأَرْضُ مُدَّتْ وَأَلْقَتْ مَا فِيهَا وَتَخَلَّتْ ـ وتشرب منه الحامل، ويرش على بطنها.

ومما ورد فيه أيضا ما جاء في الطب النبوي عن ابن عباس رضي الله عنهما: لا إله إلا الله الحليم الكريم، سبحان الله رب العرش العظيم، الحمد لله رب العالمين، كأنهم يوم يرونها لم يلبثوا إلا عشية أو ضحاها، كأنهم يوم يرون ما يوعدون لم يلبثوا إلا ساعة من نهار بلاغ، فهل يهلك إلا القوم الفاسقون.

والله أعلم.