عنوان الفتوى : درجة أثر عن علي في وصف الناس في آخر الزمان
اللهم صل على محمد، وآل محمد، وصحبه، ومن اتبعه بإحسان إلى يوم الدين. إخواني: لقد رأيت هذه الخطبة المنسوبة لعلي -رضي الله عنه- في أحد المنتديات. فأرجو منكم توضيح هل هذه الخطبة صحيحة أم مكذوبة من الروافض. وتحياتي لكم. خطبة أمير المؤمنين {ع} وهو يصف قوم آخر الزمان !!! فحينئذ تكون السنة كالشهر، والشهر كالأسبوع، والأسبوع كاليوم، واليوم كالساعة، ويكون المطر فيضا، والولد غيضا، ويكون أهل ذلك الزمان لهم وجوه جميلة وضمائر ردية، من رآهم أعجبوه، ومن عاملهم ظلموه، وجوههم وجوه الآدميين وقلوبهم قلوب الشياطين، فهم أمر من الصبر وأنتن من الجيفة، وأنجس من الكلب، وأروغ من الثعلب، وأطمع من الأشعب، وألزق من الجرب، لا يتناهون عن منكر فعلوه، إن حدثتهم كذبوك، وإن أمنتهم خانوك، وإن وليت عنهم اغتابوك، وإن كان لك مال حسدوك، وإن بخلت عنهم بغضوك، وإن وضعتهم شتموك، سماعون للكذب أكالون للسحت، يستحلون الزنا والخمر، والمقالات، والطرب والغناء، الفقير بينهم ذليل حقير، والمؤمن ضعيف صغير، والعالم عندهم وضيع، و الفاسق عندهم مكرم، والظالم عندهم معظم، والضعيف عندهم هالك والقوي عندهم مالك، لا يأمرون بالمعروف ولا ينهون عن المنكر، عندهم الأمانة مغنمة، والزكاة مغرمة، ويطيع الرجل زوجته ويعصي والديه ويجفوهما، ويسعى في هلاك أخيه، وترفع أصوات الفجار، يحبون الفساد والغناء والزنا، ويتعاملون بالسحت والربا، ويعار على العلماء، ويكثر ما بينهم سفك الدماء، وقضاتهم يقبلون الرشوة، وتتزوج المرأة بالمرأة وتزف كما تزف العروس إلى زوجها، وتظهر دولة الصبيان في كل مكان، ويستحل الفتيان المغاني وشرب الخمر ويكتفي الرجال بالرجال، والنساء بالنساء، وتركب السروج الفروج، فتكون المرأة مستولية على زوجها في جميع الأشياء، وتحج الناس ثلاثة وجوه: الأغنياء للنزهة، والأوساط للتجارة، والفقراء للمسألة.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلم نجد أصلا لهذه الخطبة! غير أن الغزالي في (إحياء علوم الدين) قال: وقد روي في خبر من طريق أهل البيت: إذا كان آخر الزمان خرج الناس إلى الحج أربعة أصناف: سلاطينهم للنزهة، وأغنياؤهم للتجارة، وفقراؤهم للمسألة، وقراؤهم للسمعة. اهـ.
وقال العراقي في تخريجه: أخرجه الخطيب من حديث أنس بإسناد مجهول، وليس فيه ذكر السلاطين، ورواه أبو عثمان الصابوني في كتاب المائتين. اهـ.
فلم يذكر طريق آل البيت الذي ذكره الغزالي! وأقرب ما وجدنا لهذه الألفاظ حديث واه رواه المعافى بن زكريا في كتاب الجليس الصالح الكافي والأنيس الناصح الشافي (ص 444، 446) في المجلس الحادي والستين بإسناده عن ابن عباس مرفوعا مطولا.
وذكره التويجري في: (إتحاف الجماعة بما جاء في الفتن والملاحم وأشراط الساعة) وعزاه لابن مردويه أيضا وقال: هذا حديث ضعيف، وفي بعض سياقه نكارة، ولبعضه شواهد مما تقدم وما يأتي، وقد ظهر مصداق بعض ما ذكر فيه. اهـ.
والله أعلم.