عنوان الفتوى : مَنْ هَمّ بِحَسَنَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْهَا تُكْتَبُ حَسَنَةً كَامِلَة
معروف أن من هم بعمل ولم يعمله كتبت له حسنة سؤالي :إذا أراد الشخص قيام الليل ووضع المنبه عند قيامه ( تكاسل ) وعاد ونام هل تكتب له حسنة أم لا وجزاكم الله خيراً
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد روى البخاري ومسلم في صحيحهما واللفظ لمسلم، عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ عَنْ رَسُولِ اللّهِ صلى الله عليه وسلم فِيمَا يَرْوِي عَنْ رَبّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى، قَالَ: "إِنّ الله كَتَبَ الْحَسَنَاتِ وَالسّيّئَاتِ. ثُمّ بَيّنَ ذَلِكَ، فَمَنْ هَمّ بِحَسَنَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْهَا كَتَبَهَا الله عِنْدَهُ حَسَنَةً كَامِلَةً وَإِنْ هَمّ بِهَا فَعَمِلَهَا كَتَبَهَا الله عَزّ وَجَلّ عِنْدَهُ عَشْرَ حَسَنَاتٍ إِلَى سَبْعِمِائَةِ ضِعْفٍ إِلَى أَضْعَافٍ كَثِيرَةٍ. وَإِنْ هَمّ بِسَيّئَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْهَا كَتَبَهَا الله عِنْدَهُ حَسَنَةً كَامِلَةً... وَإِنْ هَمّ بِهَا فَعَمِلَهَا، كَتَبَهَا الله سَيّئَةً وَاحِدَةً"
فهذا الحديث الشريف يفيد أن من عزم على فعل طاعة وعقد قلبه على ذلك كتبها الله تعالى حسنة كاملة، قال ابن حجر في الفتح: قال الطوفي: إنما كتبت الحسنة لمجرد الإرادة، لأن إرادة الخير سبب إلى العمل، وإرادة الخير خير، لأن إرادة الخير من عمل القلب. ا.هـ
والمقصود بالهم هنا: العزم المؤكد والحرص على الفعل، كما ورد في الحديث الذي رواه أحمد عن خريم بن فاتك، قال قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم " فمن هم بحسنة حتى يشعرها قلبه، ويعلم الله -عز وجل - ذلك منه كتبت له حسنة ...الحديث" وحسنه الأرناؤوط.
وسواء كان تركه لفعل ما هم به لمانع أو لغير مانع، فإنه يثاب على عزمه على الفعل ما لم يقصد تركه والإعراض عنه كلية، قال المناوي في فيض القدير: سواء كان الترك لمانع أم لا ، قيل: ما لم يقصد الإعراض عنه جملة، وإلا لم تكتب. ا. هـ لكن يتفاوت عظم الحسنة بحسب المانع، فإن كان المانع خارجياً كان الأجر أعظم. كما أفاده ابن حجر في الفتح .
وبناء على ما سبق، فإنه يكتب للسائل ما نواه وهم به على الوجه المذكور في السؤال، وإن لم يفعل، ما لم يعرض عنه جملة، بقطع النية وتحويلها إلى نقيضها.
وليعلم أن الثواب الذي يكتب هنا لا يساوي الثواب المكتوب مع فعلها، لأن الفاعل يجمع له ثواب الهم مع ثواب الفعل، والهام يكتب له ثواب الهم وحده .
والله أعلم.