عنوان الفتوى : إذا أذنب المرء فعليه أن يبادر إلى التوبة والاستغفار
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، سؤالي هو خاص بالنميمة والغيبة ولكنه موقف شخصي خلاصته: في البداية أعرف كل شيء والآيات القرآنية الخاصة بالغيبة والنميمة. ومع علمي بها ككثير من النساء نحكي سويا ولكن بدون قصد إيذاء أحد فنكون اغتبنا ونممنا. موقفي هو أني شكوت موقف صديقة لصديقة أخرى بدون حضورها فأحسست أنني نممت لأني وصلت حديثا ولكن بدون سوء نية ولقد استغفرت الله من قبل وبدأت لا أسمع لحكايا النساء ولكني عدت أمس مع العلم أني كما يقولون لي أني متدينة ولا أترك فرضا والحمد لله حتى السنن في معظم الأوقات أحافظ عليها وحتى أمس (أي نفس اليوم الذي اغتبت فيه هذه الصديقة) كنت آتية من عمرة وقد ختمت قرآني لأول مرة في رمضان وفي أول رمضان أخذت راتبي وكفلت به يتيما بجانب صدقات أخرى أخرجتها في أول رمضان وأحس باستحياء من الاستغفار لهذا الذنب وذلك لأني استغفرت من قبل وعدت إليه فهل لو وعدت الله لآخر مرة بعدم العودة مرة أخرى وتصدقت كثيرا هل تقبل توبتي مرة أخرى مع العلم أن التي شكوتها بدون قصد النميمة أو الغيبة هي أيضا صديقة لي. الرجاء الإفادة لأن هذا الموضوع يشعرني أن صلاتي وصيامي وقيامي لن تقبل مني.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد:
نسأل الله تعالى أن يوفقنا وإياك لما يحبه ويرضاه. ويثبتنا وإياك على الخير وأن يتقبل منا ومنك صالح الأعمال. ثم إنه لا يكن في صدرك حرج مما سلف منك إن كنت تبت إلى الله تعالى توبة نصوحاً مستكملة الشروط. واعلمي أن الله تعالى يغفر للعبد المؤمن ما دام يذنب ويستغفر ويأتي بالتوبة بشروطها ، ولو تكرر ذلك منه مراراً وتكراراً. كما ثبت في الصحيحين وغيرهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن عبدا أصاب ذنباً فقال رب أذنبت فاغفر لي فقال ربه أعلم عبدي أن له رباً يغفر الذنب ويأخذ به غفرت لعبدي ثم مكث ما شاء الله ثم أصاب ذنباً فقال رب أذنبت أو أصبت آخر فاغفره فقال أعلم عبدي أن له رباً يغفر الذنب ويأخذ به غفرت لعبدي ثم مكث ما شاء الله ثم أذنب ذنباً فقال أصبت آخر فاغفره لي فقال أعلم عبدي أن له رباً يغفر الذنب ويأخذ به غفرت لعبدي ثلاثاً فليعمل ما شاء). فعليك أن تحذري من الوقوع في معصية الله وتتجنبي مجالسة من قد توقع مجالسته في معصية الله تعالى وإن حصل منك ذنب أو خطيئة فعليك أن تبادري بالتوبة إلى الله والاستغفار والله غفور رحيم يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل. وعليك أن تستحلي أصحاب الحقوق من حقوقهم وتردي لهم ما أمكن رده فإن ذلك من تمام توبتك. والله تعالى أعلم.