عنوان الفتوى : كانت تصوم القضاء فقالت : أنا أصوم الست من شوال
أنا كنت صغيرة ، ومن حيائي كنت أصوم ديني الذي في رمضان ، وفي يوم سألني أبي - رحمه الله - لماذا تصومين ؟ ، فكذبت من الحياء أني أصوم الصابرين ، وكان عمري 13او 14 - الله يعلم - فبقيت أصوم الصابرين إلى يومنا هذا ، ولما كبرت حاسبت نفسي ، هل أنا كنت أصوم الدين أم الصابرين ، مع العلم لما كبرت صرت أصوم الصابرين مع ديني ، ولكني الآن عملت جدولا لنفسي : - عدد السنين من أول ما بلغت هي 19 . - أيام الإفطار 7 أيام ولكني وضعتها في 5 أيام لأني كنت أصوم . - وأنا الآن طبقته ، وما زلت أطبقه . - أصوم من يوم الأحد إلى يوم الخميس ، وأزكي على كل يوم . - والله غفور رحيم ، من حياء مشت في عروقي صيام الصابرين وهي 6 أيام . هل أنا أخطأت مع الله لأني قلت أيام الصابرين ولم أقل دين رمضان ؟
الحمد لله
لا شك أن الحياء من أعظم خصال الخير ، وخاصة في المرأة ، وخاصة إذا كانت بنتا صغيرة في مثل هذه السن .
وإذا كان حياؤك يمنعك من التصريح بصيام قضاء أيام حيضتك في رمضان ؛ فبإمكانك أن تستعملي التورية والتعريض في الكلام ، فتقولي مثلا : أصوم كما يصوم الناس في شوال ، أو : الصيام مشروع في رمضان وغيره ، ونحو ذلك .
وقولك : " أصوم صوم الصابرين " : يحتمل معنى صحيحا ، فهكذا شأن الصوم : أنه فعل الصابرين ، والصوم من الصبر ؛ فلا يلزم أن يكون ذلك كذبا محضا ، لكن بشرط أن يطرأ على بالك هذا المعنى الصحيح .
وعلى كل حال : فإننا نرجو أن يكون قولك ذلك في محل العفو والمسامحة من الله ، لما غلب عليك من الحياء الذي دهشك عن تدبير القول ، وتحضير ما يلزم من الكلام المناسب .
وللفائدة راجعي الفتوى رقم : (27261) عن حكم التورية .
ثانيا :
الصوم تبع للنية لا لما يتلفظ به الصائم غير قاصد له ، فإذا كنت قد نويت صوم القضاء ، فأنت على ما نويت ، ويجزئك هذا الصوم عن قضاء أيام حيضك ، حتى ولو أخبرت والدك بأن صيامك نافلة ، أو غير ذلك ، فلا أثر لذلك كله في حكم الصوم ؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( إِنَّمَا الْأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ ، وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى ) رواه البخاري ( 1 ) ، ومسلم (1907 ) .
راجعي للفائدة الفتوى رقم : (109351 ) .
وبناء عليه : فلا يلزمك قضاء هذه الأيام ، ولا الإشقاق على نفسك بالجدول المذكور ، وإنما المشروع في حقك : أن تصومي من النوافل ما تطيقين ، من غير تكلفتها بشيء لم يثبت في ذمتك أصلا .
والله أعلم .