عنوان الفتوى : نعيم بن حماد..الرواة عنه..وأقوال النقاد فيه
من هو ( نعيم بن حماد)؟ وماذا عن صحة الروايات التي تروى بسنده عن النبي الكريم (اللهم صل وسلم عليه)؟ وما صحة نسبة كتاب (الفتن) له؟ جزاكم الله كل خير... آمين
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن تراجم الرجال وأخبار الماضين مدرسة ينبغي للمسلم أن يطلع عليها ليأخذ منها الدروس والعظات والعبر، ولهذا قال تعالى بعد ما قص علينا من أخبار الماضين: (لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ) [يوسف:111].
ونعيم بن حماد من رجال العلم وطلاب الحديث الذين طوفوا في الآفاق لطلبه، قال عنه الإمام الذهبي في السير: هو الإمام العلامة الحافظ أبو عبد الله المروزي الخزاعي صاحب التصانيف.
روى عنه البخاري مقرونا بآخر، وأبو داود والترمذي وابن ماجه، بواسطة، ويحيى بن معين، وخلق.
وهو أول من جمع المسند وصنف فيه.
قال أحمد: كان نعيم كاتباً لأبي عصمة نوح بن أبي مريم، وكان شديد الرد على الجهمية وأهل الأهواء، ومنه تعلم نعيم، وكان في بداية أمره جهمياً، فعرف مذهبهم ثم طلب الحديث.
وقد اختلف النقاد والحفاظ فيه، فقال أحمد: كان من الثقات، وقال يحيى بن معين: يروى عن غير الثقات.
وبعد ما ذكر الذهبي كلام المحدثين والنقاد على نعيم عقب على ذلك بقوله: قلت: نعيم من كبار أوعية العلم، لكنه لا تركن النفس إلى رواياته.
ثم ذكر أمثلة من ذلك منها حديث: "تفترق أمتي على بضع وسبعين فرقة... وحديث أم الطفيل امرأة أبي بن كعب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى ربه في صورة كذا... ثم قال: "فهذا خبر منكر جداً أحسن النسائي حيث قال: ومن مروان بن عثمان حتى يصدق على الله تعالى؟ ثم قال: قلت لا يجوز لأحد أن يحتج به، وقد صنف كتاب الفتن، فأتى فيه بعجائب ومناكير.
ومن أقوال نعيم المشهورة: من شبه الله بخلقه فقد كفر، ومن أنكر ما وصف به نفسه فقد كفر، وليس فيما وصف الله به نفسه ولا رسوله تشبيه.
توفي نعيم -رحمه الله- سنة ثلاث أو أربع وعشرين ومائتين في السجن بسبب فتنة خلق القرآن، وكان مقيداً فأوصى أن يدفن بقيوده وقال: إني مخاصم.
فهذا هو نعيم بن حماد -رحمه الله-.
وأما روايته، فقال الذهبي: قال ابن عدي بعدما ساق له من المناكير وعامة ما أنكر عليه: هو ما ذكرته، وأرجو أن يكون باقي حديثه مستقيماً.
ومما سبق يتبين لنا أن الحفاظ قد أنكروا عليه بعض الروايات وقبلوا بعضها، ووثقه أكثرهم وضعفه آخرون.
ويكفيه أن البخاري أخذ عنه، ولكن لدقة البخاري لم يرو عنه إلا مقروناً بغيره -كما مر بنا-.
وأما كتاب الفتن له، فقد نسبه إليه كثير من أهل العلم، وقد مرّ بنا قول الذهبي: وصنف كتاب الفتن، فأتى فيه بعجائب ومناكير.
والله أعلم.