عنوان الفتوى : كل ما يحصل بقدر الله وقضائه وما على العبد إلا الأخذ بالأسباب والدعاء
هل أحيانا قد يخطئ الإنسان أو يسهو قدرا دون أن يكون له ذنب في ذلك كأن لا يرى طالب مجتهد سؤالا في الامتحان لأنه مقدر له الحصول على مجموع معين يدخله كلية له فيها خير؟ أم أن أي خطأ أو سهو فمن الإنسان وشيطانه باعتباره في المثال قد تعجل؟ وإذا كانت الفرضية الأولى ممكنة، فماذا يجب علينا تجاه أخطائنا؟ وكيف نميز بين الحالتين؟.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن كل شيء يحصل للعبد من خطأ ومن سهو ومن نجاح وإخفاق وعدم ارتفاع معدل، إنما يحصل بقضاء الله وقدره، لقول الله تعالى: إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ {القمر: 49}. ولقوله تعالى: مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ {التغابن: 11}.
وفي حديث مسلم: كل شيء بقدر حتى العجز والكَيْس. وفي حديث مسلم أيضا: إن الله كتب مقادير الخلائق قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة.
وفيه أيضا: أن رجلا قال: يا رسول الله فيم العمل اليوم؟ أفيما جفت الأقلام وجرت عليه المقادير؟ أم فيما نستقبل؟ قال: لا، بل فيما جفت به الأقلام وجرت به المقادير، قال: ففيم العمل؟ قال: اعملوا، فكل ميسر لما خلق له.
وأما عن العلاج: فأحسنه الدعاء، فإذا دعا العبد ربه صرف عنه السوء، ويدل لتغير الأحوال بسبب الدعاء ما في الحديث: لا يرد القضاء إلا الدعاء. رواه الحاكم.
وفي الحديث: إن البلاء لينزل فيتلقاه الدعاء فيعتلجان إلى يوم القيامة. رواه الحاكم، وحسنه الألباني.
ثم إن الدعاء تعبدنا الله به ولو لم تكن عندنا حاجة، وقد ثبت أن الداعي لا يعدم خيرا يناله من دعواته، فإما أن يجد حاجته عاجلا، أو آجلا، أو يدفع عنه من السوء، ففي الحديث: ما من مسلم يدعو بدعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث: إما أن يعجل له دعوته، وإما أن يدخرها له في الآخرة، وإما أن يصرف عنه من السوء مثلها. رواه أحمد وصححه الألباني.
والله أعلم.