عنوان الفتوى : عاشري أمك بالمعروف واصبري على أذاها
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة أنا فتاه عمري 20 عاما اصلي واصوم وافعل وما يأمرنا به ديننا الحنيف مشكلتي يا شيخنا الفاضل هي انني دائمة المشاكل مع والدتي علي اتفه الاسباب وهي دائمة الدعاء علي في السراء والضراء سواء كنت مع خلاف معها ام لا بالرغم من انني احبها كثيرا جدا انا واخوتي ولكن اذا افعل حتي ارضيها او بمعني اصح ابعد كل مايثيراها مني حاولت اكثر من مره عدم التحدث اليها ولكني ليس لي ايه اصدقاء واعمل في مكتب سكرتيره وليس فيه احد اخر واكون وحدي فية انا وجدران المكتب وعندما احاول التحدث الي والدتي علي اي شئ سواء كان سرا ام عادي فأنها عندما يحدث خلاف ما بين وبينها تفشي سري وتعايرني بما قلتة لها ودائما تقول لي " انتي هتتعبي في حياتك " المهم هو انني اعرف جيدا انني عندما اغضبها اكون بذلك قد عقتها سواء كنت مخطئه ام لا ولكتي احبها كثيرا ولكن بي عيب يمكن يكون هو السبب في هذه المشاكل هو انني عصبية جدا جدا وعندما احاول ان امسك نفسي عن ايه كلمة تثيرني بها احاول البعد ولكنها تزيد رغم انها تعرف انني حساسة وممكن ان تجرحني كلمة واحده في حقي دون سبب وكل مارجوه منك ان اعرف ماذا افعل حتي لا يغضب الله مني هل اخاصمها ولا اتكلم معها طوال الوقت ام احاول الصلح ومره اخري بين وبينها رغم ان المحاوله تفشل في كل مره انني اعرف انني اطلت عليك هذه الرساله ولكني لم اجد احد اشكي له همر غيرك وجدران المكتب الكبير الذي اعمل فية . وهل اكون بذلك عاقة فعلا يستحق الله ان يغضب مني والله الموفق
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسوله الأمين وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد
فعلى الأخت السائلة أن تعلم أن حق الوالدين عظيم عند الله تعالى ، فقد قرن الباري جل وعلا الأمر بعبادته وحده لا شريك له بالإحسان إليها ، قال تعالى: "واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً وبالوالدين إحساناً" (سورة النساء)، وقال تعالى: "وقضى ربك ألا تعبدوا إلاّ إيّاه وبالوالدين إحسانا ، إمّا يبلغنّ عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما اُفٍّ ولا تنهرهما وقل لهما قولاً كريماً ". وحق الأم أكدٌ في البر والإحسان ، قال تعالى: "حملته أمه وهناً على وهن" وقال تعالى: "حملته أمه كرهاً ووضعته كرهاً ".
وقد جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله : من أحق الناس بحسن صحبتي ، قال: أمك ، قال ثم من ، قال: أمك ، قال ثم من ، قال: أمك ، قال ثم من : قال أبوك . فعليك أيتها السائلة الكريمة أن تبتعدي عن العصبية التي قد تكون هي السبب الرئيس في هذا كله وحاولي قدر استطاعتك أن تكوني بارة بأمك هينة معها لينة الجانب في التعامل ، فإن فعلت ذلك وابتعدت عن أي مثير قد يثيرها فلا يضرك شيء ، ولا تكونين بذلك عاقة لأمك حيث إن من الأمهات من تغضب من غير سبب يغضبها ، فأحسني أنت من جانبك ، والله نسأل أن يوفقك لما يرضيه عنك .
والله أعلم .