عنوان الفتوى : الحريص على محبة الله يتتبع مواطن محبته
بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعينسؤالي هو أنني دائمة على الذكر وقرأت القرآن وعلى الطاعات ولكن كيف أعلم ماهي قيمتي عند الله عز وجل وما قدر حبه لي وإذا فعلا يحبني أم لا ؟ جزاكم الله خيرا على استماعكم لأسئلتي.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن محبة الله عز وجل للعبد غيب لا نقدر على معرفته في هذه الدار، ولكن الله عز وجل علق محبته في كتابه وسنة رسوله بأوصاف وأعمال، فمن قام به هذه الأوصاف وتحلى بها وعمل تلك الأعمال رجاء مثوبة الله جل وعلا وابتغاء وجهه الكريم فإنه يرجى له أن يحظى بمحبة الله عز وجل, ومن تلك الأوصاف والأعمال قوله سبحانه:إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ [البقرة:195].
وقوله تعالى:إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ [البقرة:222].
وقوله:فَإِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ [آل عمران:76].
وقوله تعالى: وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ [آل عمران:146].
وقوله:إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ [آل عمران:159].
وقوله:إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ [المائدة:42].
وقوله تعالى:إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفّاً كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ [الصف:4].
وأخبرنا سبحانه في الحديث القدسي عن الطريق الموصلة إلى حبه، فقال: وما يتقرب إلي عبدي بأفضل مما افترضته عليه ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه....... الحديث رواه البخاري.
وفي المقابل أخبرنا سبحانه عن أوصاف لا يحبها، ولا يحب المتصفين بها وعلى العبد أن يحذر تلك الأعمال والأوصاف ما استطاع، ومن ذلك قوله سبحانه:إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْخَائِنِينَ [لأنفال:58].
وقوله:إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْتَكْبِرِينَ [النحل:23].
وقوله تعالى:إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالاً فَخُوراً [النساء:36].
وقوله تعالى:إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ مَنْ كَانَ خَوَّاناً أَثِيماً [النساء:107].
وقال:وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ [المائدة:64].
وقال:إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ [الأنعام:141].
وقال:إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ [البقرة:190].
وقال:وَاللَّهُ لا يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ [البقرة:276].
وأمثال ذلك من الآيات كثير، فمن كان حريصاً على الوصول إلى محبة الله عز وجل، فليقرأ القرآن متدبراً، وليتتبع مواطن محبة الله عز وجل، ومواطن سخطه، وعليه بعد ذلك أن يحسن الظن بالله عز وجل، وأنه سبحانه لا يضيع أجر من أحسن عملا.
والله أعلم.