عنوان الفتوى : منزلة الصبر من الإيمان
هل عدم الصبر على من حولنا من ضعف الإيمان؟.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا شك أن عدم الصبر ـ على العموم ـ دليل على ضعف الإيمان، فقد أمر الله عز وجل بالصبر ومدح أهله في آيات كثيرة، فمن ذلك قوله تعالى: وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ {الشورى:43}.
وقال تعالى: إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ {البقرة:153}.
وفي الصحيحين: أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: وما أعطي أحد عطاءً خيراً وأوسع من الصبر.
وقال ابن مسعود رضي الله عنه: الصبر نصف الإيمان، واليقين الإيمان كله. رواه الطبراني وغيره، وقال الحافظ المنذري في الترغيب والترهيب: رواته رواة الصحيح، وهو موقوف، وقد رفعه بعضهم.
وقال علي رضي الله عنه: الصبر من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد، من لا صبر له لا إيمان له.
وفي رواية: فإذا ذهب الصبر ذهب الإيمان. رواه ابن أبي شيبة والبيهقي في شعب الإيمان موقوفًا.
ولذلك، فإن الصبر من أعلا المقامات التي ينبغي للمؤمن أن يتحلى بها، جاء في قوت القلوب لأبي طالب المكي: وأصل مقامات اليقين التي ترد إليها فروع أحوال اليقين تسعة: أوّلها التوبة ثم الصبر..
والصبر منه ما هو واجب، ومنه ما هو دون ذلك، فالواجب منه هو: الصبر عن معصية الله، والصبر على أداء فرائض الله والصبر على الأقدار المؤلمة التي يلاقيها المسلم في حياته اليومية، وللمزيد من الفائدة انظري الفتويين رقم: 9297، ورقم: 21554.
والله أعلم.