عنوان الفتوى : ترك الزواج والاكتفاء بالعادة السرية خشية إنجاب أولاد يكابدون الحياة
ما حكم ممارسة العادة السرية وعدم الزواج لعدم إنجاب أبناء يتعذبون في هذه الحياة, فهذا الشخص يكره أباه وأمه؛ لأنهم سبب وجوده وعذابه في الحياة, علمًا أنه مصاب بالصرع الذي يكسر اليدين, ويخلع الكتفين من مكانهما عند حدوث التشنجات, كما أنه مصاب بمرض الفصام النفسي – الذهان - والاكتئاب أيضًا, ولا يشفى أبدًا, وهو دائمًا في المستشفيات, ويبرر فعله بأن الصحابة في ليلة الصيام كانوا يختانون أنفسهم في مباشرة أزواجهم, وهذا في ليلة الصيام, وهذا يدل على أن الصيام ليس وجاؤه كما ورد في الحديث, كما أنه لا يستطيع الصيام لأنه يأخذ أدوية في أوقات الصيام, وعلى الرغم من أنه من أسرة ميسورة ماديًا, إلا أنه عاطل يتمنى الموت, أو الانتحار, كما أنه لا يصلي, والأب والأم مشفقون على ابنهم, ولا يعلمون ماذا يفعلون له, والابن يقول لأبيه وأمه: اقتلوني, فأنا خاسر في الدنيا والآخرة.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن حكم ممارسة العادة السرية هو الحرمة, ويحرم كذلك ترك الزواج على من لا يستطيع الكف عن الحرام, فقد نص أهل العلم على أن الزواج واجب في حق من تاقت نفسه إلى الزواج, وكان قادرًا عليه, وخشي على نفسه الفتنة؛ لأن صيانة النفس وإعفافها عن الحرام واجب, قال القرطبي: المستطيع الذي يخاف الضرر على نفسه ودينه من العزوبة لا يرتفع عنه ذلك إلا بالتزويج، لا يختلف في وجوب التزويج عليه. انتهى.
وقال ابن قدامة في المغني : والناس في النكاح على ثلاثة أضرب: منهم من يخاف على نفسه الوقوع في محظور إن ترك النكاح, فهذا يجب عليه النكاح في قول عامة الفقهاء; لأنه يلزمه إعفاف نفسه وصونها عن الحرام, وطريقه النكاح. اهـ
وليس عذرًا في ترك الزواج خوف الشخص على أولاده, فإن الإنسان مكلف بحماية نفسه من الفاحشة, والزواج هو أعظم الوسائل المساعدة على ذلك, كما في حديث الصحيحين: فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج, واذا حصل الإنجاب فإنه يجب على العبد تربية الأولاد, ورعايتهم, وحضانتهم, وتعبيدهم لله تعالى؛ حتى يحيوا حياة طيبة, وهذه مسؤولية يتعين على الوالد أن يجاهد نفسه في تحقيقها.
ولا شك في أن ترك الصلاة, وكره الوالدين من أكبر الكبائر وأعظم الموبقات, بل ذهب كثير من العلماء إلى كفر من تعمد ترك الصلاة؛ حتى يخرج وقتها ـ والعياذ بالله ـ وانظر الفتوى رقم: 130853، لمزيد الفائدة حول خطورة تركها.
أما الانتحار فهو كبيرة عظيمة, وليس هو الحل لما يعانيه, بل عليه أن يعلم أن الله تعالى قد ابتلاه، وأن البلاء قد يكون سببًا كبيرًا لنيل الحسنات ورفعة الدرجات، وأن الأدب عند البلاء هو الصبر وعدم السخط, كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: إن عظم الجزاء مع عظم البلاء, وإن الله إذا أحب قومًا ابتلاهم, فمن رضي فله الرضا, ومن سخط فله السخط، وراجع في خطر جريمة الانتحار الفتوى رقم: 54026، ولمزيد فائدة راجع الفتوى رقم:8601، والفتوى رقم: 126966.
وننصح الأخ السائل بمراجعة قسم الاستشارات بالموقع.
والله أعلم.