عنوان الفتوى : قصة تأديب عمر لابنة أبي قحافة لنوحها عليه
ما صحة هذا الحديث: "لَمَّا تُوُفِّيَ أَبُو بَكْرٍ - رَحِمَهُ اللَّهُ -، أَقَامَتْ عَلَيْهِ عَائِشَةُ النَّوْحَ، فَأَقْبَلَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ حَتَّى قَامَ بِبَابِهَا، فَنَهَاهُنَّ عَنِ الْبُكَاءِ عَلَى أَبِي بَكْرٍ، فَأَبَيْنَ أَنْ يَنْتَهِينَ، فَقَالَ عُمَرُ لِهِشَامِ بْنِ الْوَلِيد: ادْخُلْ فَأَخْرِجْ إِلَيَّ ابْنَةَ أَبِي قُحَافَةَ أُخْتَ أَبِي بَكْرٍ, فَقَالَتْ عَائِشَةُ لِهِشَامٍ حِينَ سَمِعَتْ ذَلِكَ مِنْ عُمَرَ: إِنِّي أُحَرِّجُ عَلَيْكَ بَيْتِي, فَقَالَ عُمَرُ لِهِشَامٍ: ادْخُلْ فَقَدْ أَذِنْتُ لَكَ، فَدَخَلَ هِشَامٌ فَأَخْرَجَ أُمَّ فَرْوَةَ أُخْتَ أَبِي بَكْرٍ إِلَى عُمَرَ، فَعَلاهَا بِالدِّرَّةِ فَضَرَبَهَا ضَرَبَاتٍ، فَتَفَرَّقَ النَّوْحُ حِينَ سَمِعُوا ذَلِكَ"؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فهذا الأثر أخرجه الطبري في تاريخه، وابن سعد في الطبقات الكبرى، وابن الأثير في جامع الأصول، والهندي في كنز العمال، وأخرجه بلفظه المذكور ابن شبة في تاريخ المدينة، قال أخبرنا: عثمان بن عمر قال: أخبرنا: يونس بن يزيد عن الزهري عن سعيد بن المسيب قال: لما توفي أبو بكر ..
وأصل القصة أخرجها البخاري في صحيحه تعليقًا، فقال: باب إخراج أهل المعاصي والخصوم من البيوت بعد المعرفة، وقد أخرج عمر أخت أبي بكر حين ناحت.
قال الحافظ ابن حجر: وصله ابن سعد في الطبقات بإسناد صحيح من طريق الزهري عن سعيد بن المسيب قَالَ: لَمَّا تُوُفِّيَ أَبُو بَكْرٍ أَقَامَتْ عَائِشَةُ عَلَيْهِ النَّوْحَ, فَبَلَغَ عُمَرَ فَنَهَاهُنَّ فَأَبَيْنَ, فَقَالَ لِهِشَامِ بْنِ الْوَلِيدِ: اخْرُجْ إِلَى بَيْتِ أَبِي قُحَافَةَ- يَعْنِي أُمَّ فَرْوَةَ - فَعَلَاهَا بِالدِّرَّةِ ضَرَبَاتٍ فَتَفَرَّقَ النَّوَائِحُ
قال ابن الجوزي في كشف المشكل قلت: ابْنة أبي قُحَافَة هِيَ: أم فَرْوَة أُخْت أبي بكر، فَلَمَّا لم يُمكنهُ أَن يكلم عَائِشَة هَيْبَة لَهَا واحترامًا، أدّب هَذِه.
فسند هذه القصة - كما تبين - إلى سعيد بن المسيب صحيح متصل, وإن كانت مرسلة منقطعة فيما فوق سعيد؛ لأنه ولد بعد الواقعة لسنتين مضتا من خلافة عمر بن الخطاب، وقيل: لأربع سنين.
والله أعلم.