عنوان الفتوى : أول من عمر بابل وسكنها
قرأت عن قصة آباء نوح إذ اجتمعوا في بابل, و بنوا ما يشبه القلعة, لكن الله قام بتدميرها لجعلهم يعمرون الأرض, فما هي صحة هذه القصة؟ شكرًا.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلم نقف بعد ما تيسر من البحث على ذكر لهذه القصة, ولا على ما يشهد لصحتها, بل قد ذكر بعض المؤرخين أن أول من سكن بابل نوح - عليه السلام - وذلك بعد الطوفان.
قال في معجم البلدان: ويقال: إن أول من سكنها نوح - عليه السلام - وهو أول من عمرها، وكان قد نزلها بعقب الطوفان، فسار هو ومن خرج معه من السفينة إليها لطلب الدّفء، فأقاموا بها, وتناسلوا فيها, وكثروا من بعد نوح، وملّكوا عليهم ملوكًا، وابتنوا بها المدائن، واتصلت مساكنهم بدجلة والفرات، إلى أن بلغوا من دجلة إلى أسفل كسكر، ومن الفرات إلى ما وراء الكوفة، وموضعهم هو الذي يقال له السواد، وكانت ملوكهم تنزل بابل، وكان الكلدانيون جنودهم، فلم تزل مملكتهم قائمة إلى أن قتل دارا آخر ملوكهم، ثم قتل منهم خلق كثير فذلوا وانقطع ملكهم.
وقد ذكر بعض المفسرين أن أول من عمر بابل أبناء نوح - عليه السلام -.
قال في التحرير والتنوير: وبابل بلد قديم من مدن العالم, وأصل الاسم باللغة الكلدانية باب إيلو, أي: باب الله, ويرادفه بالعبرانية باب إيل, وهو بلد كائن على ضفتي الفرات؛ بحيث يخترقه الفرات يقرب موضعه من موقع بلد الحلة الآن, على بعد أميال من ملتقى الفرات والدجلة, كانت من أعظم مدن العالم القديم, بناها أولًا أبناء نوح بعد الطوفان فيما يقال, ثم توالى عليها اعتناء أصحاب الحضارة.
وقال في الدر المنثور: وتزوج نوح امرأة من بني قابيل, فولدت له غلامًا سماه يوناطن, فلما ضاقت بهم سوق الثمانين, تحولوا إلى بابل فبنوها, وهي بين الفرات والصراة, فمكثوا بها حتى بلغوا مائة ألف وهم على الإسلام.
والله أعلم.