عنوان الفتوى : القرض الربوي أشد تحريما من العمل بالبنك
اعمل بأحد البنوك وتم حصولي على قرض خاص بالعاملين قيمته 70000 جنيه مصري وأقوم بالسداد (القرض + الفائدة الميسرة للعاملين) من راتبي الشهري والمكافآت التي أحصل عليها والآن قام البنك بعرض قرض جديد بشروط أيسر من السابق وبقيمة أعلى مع شرط سداد القرض السابق وأود الحصول عليه وذلك بطريقتين: الأولى: الحصول على القرض بالكامل وسداد القرض القديم واستثمار المبلغ المتبقي من القرض. الثانية: الحصول على ما قيمته سدادا للقرض القديم فقط وفي كلا الحالتين يعتبر القرض الجديد أيسر في السداد من القديم هل يجوز ذلك. جزاكم الله خيراً.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فكأن هذا الأخ السائل ذاهل عن واقعه الأليم، فهو يتنقل من محرم إلى محرم أشد، فعملك أيها الأخ الكريم في البنك الربوي محرم لا يجوز، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "لعن الله آكل الربا وموكله وكاتبه وشاهديه، وقال: هم فيه سواء" رواه مسلم.
قال الإمام النووي: هذا تصريح بتحريم كتابة المبايعة بين المرابين والشهادة عليها. شرح مسلم 11/26.
وفي الحديث تحريم الإعانة على الباطل أيَّا كان نوعه، وأخذك للقرض الربوي محرم أشد من عملك في البنك، ويدل عليه الحديث السابق "لعن الله آكل الربا وموكله...".
ولا شك أن أخذك للقرض ودفعك للفائدة تكون به موكلا للربا، وصاحب هذا العمل ملعون على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعزمك على الاقتراض مرة ثانية زيادة في الإثم، فكنت كمن يطهر النجاسة بالنجاسة؟
فاتق الله وتنبه إلى ما أنت واقع فيه، واعلم أن ما تفعله ربا لا شك فيه، فتب إلى الله تعالى واستغفره، وعليك أن تسعى لسداد قيمة القرض السابق.. رأس المال فقط بدون الفوائد، لقول الله تعالى: (وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُؤُوسُ أَمْوَالِكُمْ لا تَظْلِمُونَ وَلا تُظْلَمُونَ) [البقرة:279].
فإن لم تجد ما تقضي به هذا القرض، فلا يكلف الله نفساً إلا وسعها.
والله أعلم.