عنوان الفتوى : سيدة النساء على الإطلاق
من هي سيدة نساء العالمين؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن ظاهر القرآن والأحاديث يقتضي أن مريم أفضل من جميع نساء العالم من حواء إلى آخر امرأة تقوم عليها الساعة، وذلك لما اختصت به من مكالمة الملائكة، قال تعالى:َإِذْ قَالَتِ الْمَلائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ [آل عمران:42] فبهذه المكالمة والاصطفاء والبشارة من الملائكة استدل بعض العلماء على نبوتها عليها السلام.
وعلى كلٍ فهي أفضل من كل النساء ثم تأتي بعدها في الفضيلة فاطمة ثم خديجة ثم آسية، وذلك لما رواه موسى بن عقبة عن كريب عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: سيدة نساء العالمين مريم ثم فاطمه ثم خديجه ثم آسية.
وقد ذهب المحقق النووي أن الذي عليه الجمهور هو أن مريم صديقة وليست نبية.
وعلى كل فإن أغلب العلماء ذهبوا إلى أنها وإن كانت صديقة فهي تبقى أفضل النساء جميعاً، والدليل قوله تعالى:وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ [آل عمران: 42]. ثم لما حباها الله تعالى به حيث أعطاها ما لم يعطه أحداً من النساء، وذلك أن روح القدس كلمها وظهر لها ونفخ في درعها فليس هذا لأحد من النساء، وصدقت بكلمات ربها ولم تشك عندما بشرت بعيسى عليه السلام، ولذلك سماها الله صديقه فقال:وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ [المائدة:75]
والله أعلم.