عنوان الفتوى : وسائل نوال الفردوس الأعلى والقرب من النبيين في الجنة
أشعر في بعض الأوقات عندما أجلس وحدي أن هناك أحد قادم ( من الجن ) أو أحس أنه سيفعل بي شيئاً ما يمكن و لا أدري بالضبط فأريد حلاً لها . ثانياً أخي أريد أعمالا تجعلني أصل إلى الفردوس الأعلى و أن أحشر مع الأنبياء و المرسلين عليهم السلام و الشهداء و الصديقين، و أريد أعمالا عظيمة تعادل جبالا من الحسنات و أريد أن يزداد الإيمان عندي لدرجة أني لا أقف في عمل السنة، أفيدوني جزاكم الله خيراً. و الله أعلم.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فأما الهواجس التي تشعر بها فننصحك بصرف الذهن عنها، وأن تواظب على الأذكار والتعوذات المأثورة ولا سيما قراءة سورة الإخلاص والمعوذتين ثلاث مرات مساء وصباحا. ففي الحديث: قل هو الله أحد والمعوذتين حين تمسي وحين تصبح ثلاثا تكفيك من كل شيء. رواه أبو داود والترمذي، وصححه الألباني.
وأما الوسيلة التي يتعين على المسلم أن يسعى بها لدخول الفردوس وأن يكون مع الأنبياء والمرسلين عليهم السلام والشهداء والصديقين فهي الإيمان بالله والعمل الصالح، والبعد عما يسخط الله من شرك ومعاصي . قال الله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلًا {الكهف: 107}.
وقال الله تعالى: وَمَن يُطِعِ اللّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا {النساء:69}.
وفي حديث البخاري: كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى، قيل: من يأبى يا رسول الله؟ قال: من أطاعني دخل الجنة، ومن عصاني فقد أبى. ومن أهم الأعمال المنصوص عليها ما جاء في حديث مسلم أنه صلى الله عليه وسلم قال لربيعة بن كعب الأسلمي: سل فقال أسألك مرافقتك، قال: فاعني على نفسك بكثرة السجود.
وفي الصحيحين وغيرهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن أهل الجنة يتراءون أهل الغرف من فوقهم كما تتراءون الكوكب الدري الغابر في الأفق من المشرق أو المغرب لتفاضل ما بينهم، قالوا: يا رسول الله، تلك منازل الأنبياء لا يبلغها غيرهم؟ قال: بلى، والذي نفسي بيده رجال آمنوا بالله وصدقوا المرسلين. وفي الصحيحين عن أنس أن رجلاً سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الساعة، فقال: متى الساعة ؟ قال: " وما أعددت لها؟ قال: لا شيء إلا أني أحب الله ورسوله، فقال: "أنت مع من أحببت" قال أنس: فما فرحنا بشيء أشد فرحاً بقول النبي صلى الله عليه وسلم: " أنت مع من أحببت"
وفي الأثر أن رجلا من الصحابة قال: يا رسول الله إنك لأحب إلي من نفسي، وأحب إلي من أهلي، وأحب إلي من ولدي، وإني لأكون في البيت فأذكرك، فما أصبر حتى آتيك فأنظر إليك، وإذا ذكرت موتي وموتك عرفت أنك إذا دخلت الجنة رفعت مع النبيين، وإن دخلت الجنة خشيت أن لا أراك. فلم يرد عليه النبي صلى الله عليه وسلم حتى نزل قول الله تعالى: ( ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً ) [النساء: 69].
قال الهيثمي في المجمع : رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الصَّغِيرِ وَالْأَوْسَطِ، وَرِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيحِ غَيْرَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عِمْرَانَ الْعَابِدِيِّ، وَهُوَ ثِقَةٌ.
وفي صحيح مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله قال: كافل اليتيم له أو لغيره أنا وهو كهاتين في الجنة. وأشار مالك بالسبابة والوسطى .
ومن أعظم الأعمال التي تنال بها الحسنات المضاعفة الاشتغال بالدعوة الى الله تعالى. فقد أخرج الإمام مسلم في صحيحه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا، ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه لا ينقص ذلك من آثامهم شيئا.
وقال صلى الله عليه وسلم: لَئَنْ يَهْدِي بَكَ اللهُ رجلاً واحداً خيرٌ لكَ مِنْ حُمْرِ النعم. متفق عليه. وقال صلى الله عليه وسلم: من دل على خير فله مثل أجر فاعله. رواه مسلم ، وقال صلى الله عليه وسلم: مَنْ دَعَا إِلَى هُدًى كَانَ لَهُ مِنْ الأَجْرِ مِثْلُ أَجُورِ مَنْ تبعه، لاَ يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْئاً. رواه مسلم.
وروى أبو داود والترمذي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: الدال على الخير كفاعله.
قال النووي رحمه الله تعالى:من دعا إلى هدى كان له مثل أجور متابعيه، أو إلى ضلالة كان عليه مثل آثام متابعيه، سواء كان ذلك الهدى والضلالة هو الذي ابتدأه أم كان مسبوقا إليه، وسواء كان تعليم علم أو عبادة أو أدب أو غير ذلك.
وراجع في وسائل زيادة وتقوية الايمان الفتوى رقم : 33780 والفتوى رقم: 69905 والفتوى رقم: 124567
والله أعلم.