عنوان الفتوى : حكم تسمية المسلم نفسه على الفيس بغير ملة الإسلام وهل يشرع الإعجاب بتلك الصفحة

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

ما حكم شخص قام بتسمية صفحة على الفيس بوك يدعي فيها أنه التيار العلماني الصهيوني الصليبي هو ومن معه للسخرية ممن يدعون بوجود مثل هؤلاء في مصر؟ وهل يكفر، لأنه قال على نفسه صليبي وعلماني حتى لو كان على سبيل المزاح؟ علما بأن الصفحة ذات توجهات ليبرالية؟ وما حكم من تعجبه هذه الصفحة؟.

مدة قراءة الإجابة : 3 دقائق

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلا شك أنه لا يجوز لمسلم أن ينسب نفسه لدين أو ملة غير الإسلام، حتى ولو كان ذلك من باب السخرية ونحوها، ومن صرح بذلك عامدا مختارا فهو كما قال، ففي كشاف القناع للبهوتي: إن أتى بقول يخرجه عن الإسلام، مثل أن يقول: هو يهودي أو نصراني أو مجوسي ونحو ذلك، فهو كافر. اهـ.

وهذا كله في الحكم العام لا الحكم على المعين، فالمقصود بيان حكم القول لا القائل، فإن الحكم على المعين بالكفر ليس بالأمر الهين، ولا يجوز أن يتعرض له إلا ذوو الشأن من أهل العلم الراسخين، فليس كل من وقع في الكفر وقع الكفر عليه، وراجع تفصيل ذلك في الفتويين رقم: 159635، ورقم: 131563.

وكذلك لا يجوز تسجيل الإعجاب بمثل هذه الصفحة، بل يجب الإنكار عليها، قال القرطبي: قوله تعالى: فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره ـ أي غير الكفر ـ إنكم إذا مثلهم ـ فدل بهذا على وجوب اجتناب أصحاب المعاصي إذا ظهر منهم منكر، لأن من لم يجتنبهم فقد رضي فعلهم، والرضا بالكفر كفر، قال الله عز وجل: إنكم إذا مثلهم ـ فكل من جلس في مجلس معصية ولم ينكر عليهم يكون معهم في الوزر سواء، وينبغي أن ينكر عليهم إذا تكلموا بالمعصية وعملوا بها، فإن لم يقدر على النكير عليهم فينبغي أن يقوم عنهم حتى لا يكون من أهل هذه الآية. اهـ.

وقال القاضي أبو بكر بن العربي في قوله تعالى: وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ { التوبة: 65} قال: لا يخلو أن يكون ما قالوه من ذلك جدا أو هزلا، وهو كيفما كان كفر، فإن الهزل بالكفر كفر، لا خلاف فيه بين الأمة. اهـ.

والله أعلم.