عنوان الفتوى : علامات التفريق بين المني والمذي للمرأة

مدة قراءة السؤال : دقيقتان

بارك الله لكم، وأرجو أن يتسع صدركم لسؤالي حتى لا يتمكن مني الشك، لقد قرأت كثيرا عن الفرق بين المذي والمني والإفرازات الأخرى، وفي الواقع اختلط علي الأمر فأريد أن توضح السائل الذي ينزل مني ما هو. أولا - قرأت أن المذي سائل لزج ولكنه رقيق، وأنه يخرج عند التفكير أو مشاهدة بعض المناظر المثيرة، ولا يشعر الإنسان به عند نزوله، بعض الأحيان ينزل سائل لزج شفاف أحيانا أتفقد نفسى أجده وأحيانا أشعر بنزوله مني، ولكنه ليس رقيقا بل سميك نوعا ما مقارنة ببعض السوائل الأخرى، فهل هذا السائل الذي ينزل مني مذي؟ رغم أنه ليس رقيقا وينزل أحيانا عند التفكير أو المشاهدة، وأحيانا أجده رغم أنني لم أفكر ولم أشاهد أي شيء، وأيضا أحيانا أجده عند الاستيقاظ من النوم، فما هو هذا السائل؟ وأحيانا أخرى ينزل مني مثل خيط رفيع أبيض أيضا عند التفكير فى هذه الأمور، وأحيانا أيضا أجده بعد الاستيقاظ من النوم، ولكنه ليس لزجا وليس شفافا، وقد احترت كثيرا أي نوع من السائلين هو الذي يطلق عليه مذي، هل هو السائل الشفاف اللزج السميك أم هو الخيط الأبيض الرقيق. فإذن ما هو السائل الآخر؟ وما هو حكمه؟ وإذا كان المذي يخرج عند التفكير أو المشاهده أو المداعبة فلماذا أجده في بعض الأحيان ينزل مني بدون التعرض لهذه المواقف؟ وشكرا جزيلا وبارك الله لكم وجعله في ميزان حسناتكم.

مدة قراءة الإجابة : 3 دقائق

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن هناك علامات تستطيع المرأة أن تميز بها ما يخرج منها من مني وغيره، كما قال أهل العلم، فمني المرأة أصفر رقيق، وقد يبيض لزيادة قوتها، وله خاصيتان يعرف بواحدة منهما: إحداهما: أن رائحته كرائحة طلع النخل، ورائحة الطلع قريبة من رائحة العجين، وإذا يبس فإن رائحته تكون كرائحة البيض. والخاصية الثانية: التلذذ بخروجه وفتور شهوتها عقب خروجه.

 وأما المذي فهو ماء أبيض رقيق لزج يخرج عند الشهوة لا بدفق، ولا يأتي بعده فتور، وربما لا يحس الإنسان بخروجه. 

إذا عُلِم هذا، فإذا كانت السائلة لا تجد فيما ترى مواصفات المني المذكورة فالظاهرأنه مذي، لا سيما ما يخرج بعد رؤية المثيرات، وهونجس يجب غسل الثياب منه، ويجب غسل المحل من آثاره، وكذلك يجب غسل ما أصاب البدن منه، وهو ناقض للوضوء ولا يوجب الغسل. بينما المني طاهر على الراجح، ولكن يستحب غسله من الثوب، وخروجه موجب للغسل، أي غسل الجنابة، وقداستوفينا القول في الفرق بين مني المرأة ومذيها وما يجب بخروج كل منهما في فتاوى كثيرة منها الفتوى رقم: 65593

 ولبيان أحوال السوائل التي تراها المرأة وما يجب منها يرجى الاطلاع على الفتوى رقم :131107، والفتوى رقم : 156687.

وإذا شكت في الخارج منها هل هومني أو مذي؟ فإنها تتخير بينهما فتجعل لهذا الخارج حكم أحدهما، وهذا مذهب الشافعية، وانظري في ذلك الفتوى رقم: 64005

 هذا فيما ينزل في حال اليقظة، أما ما تجده بعد الاستيقاظ من النوم، فإذا احتمل أن يكون منياً أعطي حكمه، ووجب الغسل .

ففي الإنصاف للمرداوي في الفقه الحنبلي : لو انتبه بالغ أو من يحتمل بلوغه فوجد بللاً جهل أنه مني وجب الغسل مطلقاً على الصحيح من المذهب. انتهى.

وقال خليل في مختصره وهو مالكي: وإن شك أمذي أو مني اغتسل وأعاد من آخر نومة كتحققه. انتهى.

ولتنظر الفتوى رقم : 51191.

والله أعلم.