عنوان الفتوى : الإنفاق على الوالدين حق من الحقوق
لي أم وإخوة والأخ الأكبر متزوج ويعول وأمي كانت منذ فترة قد ابتدأت في أخذ إعانة من أقربائها لضيق ذات اليد والآن أخي الأكبر طبيب ودخله مرتفع ولا يريد أن يساعد أمه بحجة أن الدخل الذي تحصل عليه يكفيها مع العلم أنه إعانة وأمي الآن غاضبة منه لأنه لا يبرها وخصوصا أن زوجته تكره أمي جدا وهو منحاز إليها بشكل أعمى فدلني ماذا أفعل ولك جزيل الشكر من الله.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه....
أما بعد :
فينبغي لك أن تنصح أخاك أن يبر أمه ويجتهد في إكرامها وتوفير حاجاتها وأن يحذر من عقوقها، وإن من عقوقها إيثار الزوجة والأبناء عليها .
وينبغي أن يعلم أنه يجب على الابن القادر أن ينفق على والديه في حال فقرهما بإجماع العلماء .
قال الإمام ابن قدامة رحمه الله : " ويجبر الرجل على نفقة والديه، وولده، الذكور والإناث، إذا كانوا فقراء وكان له ما ينفق عليهم " .
والأصل في وجوب نفقة الوالدين والمولودين الكتاب والسنة والإجماع .
أما الكتاب فقوله تعالى : ( وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً)(الاسراء: من الآية23) ومن الإحسان الإنفاق عليهما عند حاجتهما .
وروت عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إن أطيب ما أكل الرجل من كسبه، وإن ولده من كسبه " رواه أبو داود .
وأما الإجماع فحكى ابن المنذر قال : " أجمع أهل العلم على أن نفقة الوالدين الفقيرين الذين لا كسب لهما، ولا مال، واجبه في مال الولد " انتهى من المغني .
وكيف يرضى الابن الموسر أن تبقى أمه عالة على أقربائها مع قدرته على الإنفاق عليها، لا سيما مع علمه بغضب أمه لذلك، وحق لها أن تغضب .
ونحذر هذا الأخ من أن يلقى الله تعالى وأمه غضبى عليه، فإن الجنة تحت أقدام الأمهات، فقد روى النسائي من حديث معاوية بن جاهمة السلمي: أن جاهمة جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله، أردت أن أغزو وقد جئت أستشيرك، فقال : هل لك من أم ؟ قال : نعم، قال: فالزمها فإن الجنة تحت رجلها " والأحاديث في شأن بر الوالدين والتحذير من عقوقهما مشهورة معلومة .
والله أعلم.