عنوان الفتوى : بعد قضاء حاجته يشعر بأنه نزل منه قطرات

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

عندما يتبول وينقطع البول قليلاً يقوم بغسل مكان البول ، لكنه ما إن يتحرك ويقوم يحس أنه قد نزل منه قطرات ، ولذلك فإنه يجلس في محل قضاء الحاجة فترة طويلة فيقول : ماذا أفعل؟ هل أترك هذا الشعور وأدع هذا الظن وأكمل وضوئي؟ أم أنتظر إلى حين انتهاء البول تماماً؟ أفيدوني أفادكم الله .

مدة قراءة الإجابة : 3 دقائق

الحمد لله

"هذا الأمر قد يقع من باب الوساوس والأوهام ، وهو من الشيطان ، وقد يقع لبعض الناس حقيقة ، فإذا كان حقيقة فلا يعجل حتى ينقطع البول ، ثم يغسل ذكره بالماء وينتهي ، فإذا خشي من شيء بعد ذلك فليرش ما حول الفرج من إزاره وسراويله بالماء ، ثم يهمل ما قد يتوهمه على ذلك بعد وضوئه ؛ لأن هذا قد يعينه على ترك هذه الوساوس .

أما إذا كان أوهاماً ووساوس لا حقيقة لها  فلا يلتفت إليها ، ينبغي للمؤمن أن لا يتلفت لمثل هذه الأمور ؛ لأن هذا يجرئ عليه الشيطان ، فالشيطان حريص على إفساد أعمال بني آدم من صلاة وغيرها ، فالواجب الحذر من مكائده ووساوسه ، والاعتصام بالله والاتكال عليه ، وحمل ما قد يقع على أنه من الشيطان ؛ حتى لا يلتفت إليه في وضوئه الشرعي ثم في صلاته ، ولا يلتفت إلى شيء من هذه الأوهام ، فإن خرج منه شيء عن يقين من دون شك أعاد الاستنجاء وأعاد الوضوء .

أما الظن فلا يلتفت إليه ولو ظن تسعين في المائة أنه خرج منه شيء فلا يلتفت ؛ لأن هذا مما يجرئ عليه الشيطان ، فما دام لم يتيقن ، فإنه يمضي في سبيله وفي صلاته ووضوئه ولهذا لما سئل صلى الله عليه وسلم قيل : يا رسول الله ، الرجل يخيل إليه أنه خرج منه شيء في الصلاة . قال : (لَا يَنْصَرِفْ حَتَّى يَسْمَعَ صَوْتًا أَوْ يَجِدَ رِيحًا) فأرشدهم النبي صلى الله عليه وسلم إلى أنه لا ينصرف من صلاته من أجل هذا التخيل حتى يسمع صوتاً أو يجد ريحاً ، فهكذا الإنسان إذا فرغ من وضوئه ثم أحس بشيء فإنه لا ينصرف إليه مرة ثانية ولا يرجع ، بل يستمر في طهارته وفي صلاته وأعماله حتى يتيقن مائة في المائة أنه خرج شيء ، وإلا فالأصل أنه لم يخرج شيء ، وأن هذا من وساوس الشيطان وتزيينه وإيهامه ، حتى يتعب المؤمن ، وحتى يشغله بهذه الأمور نسأل الله السلامة" انتهى .

سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله

"فتاوى نور على الدرب" (2/577) .

أسئلة متعلقة أخري
لا يوجود محتوي حاليا مرتبط مع هذا المحتوي...