عنوان الفتوى : بين قوله تعالى (وقرن في بيوتكن) وبين خروج عائشة في حرب الجمل
الله تعالى يقول في كتابه عن زوجات النبي وهن أمهاتنا - للعلم أنا شيعي وأحب كل زوجات النبي لأن الطيبات للطيبين - لكن للاستفسار عفوا: وقرن في بيوتكن. القصد زوجات النبي، وهذا أمر من الله. فما موقفكم من خروج السيدة عائشة في حرب الجمل؟ وشكراً ووفقكم الله.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإنه يجب حب جميع الصحابة الذين كرمهم الله تعالى بالاجتماع بالنبي صلى الله عليه وسلم والإيمان به كما يجب توقيرهم والاعتراف بفضلهم وحسن الظن بهم، ويتأكد هذا في حق أمهات المؤمنين رضوان الله عليهن، ولا سيما عائشة التي قال فيها النبي صلى الله عليه وسلم: فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام. متفق عليه. وقال فيها عطاء: كانت عائشة أفقه الناس وأعلم الناس. رواه الحاكم.
وأما قوله تعالى (وقرن في بيوتكن) فهي آية محكمة، ولكنه استثنى منها إباحة الخروج للعبادات كالحج والعمرة، والخروج للحوائج المباحة لما في حديث البخاري: قد أذن لكن أن تخرجن لحوائجكن.
وليعلم أن علماء الصحابة لا نعتقد فيهم العصمة، ولكنا نعتقد أنهم مجتهدون، فمصيبهم له أجران، ومخطئهم له أجر، وأخطاؤهم إن وجدت فهي مغمورة في بحار حسناتهم، وأما قضية خروج عائشة فقد تكلمنا عليها في الفتوى رقم: 10605، وبينا ثناء علي رضي الله عنه عليها وثناءها عليه، وراجع في ذلك الفتاوى ذات الأرقام التالية: 50700، 43075، 35194.
والله أعلم.