عنوان الفتوى : التهاون في الصلاة من أكبر الذنوب
مشكلتي تهاوني في الصلاة بحيث إني أنام بلا صلاة المغرب والعشاء لأني أعمل في الساعة 03 صباحا وهذه الحالة دامت معي مدة ليست بالقصيرة. علما بأني لا أعوض ما فاتني من صلاة.و مشكلتي أيضا أن جسمي يصبح مثقلا ومتكاسلا عندما أحس بالنوم إلى درجة كبيرة. لا أستطبع أن أنتظر تأدية ما تبقى لي من صلاة. و شكرا، أرجوكم ادعو لي بالتوفيق في سجودكم.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالتهاون في الصلاة والتكاسل في أدائها وتعمد تركها حتى يخرج وقتها من أكبر الذنوب وأعظم الموبقات، حتى إن بعض أهل العلم ذهبوا إلى تكفير من يتعمد ترك الصلاة حتى يخرج وقتها وإخراجه من الملة، وانظر لبيان خطر ترك الصلاة وتضييعها الفتوى رقم: 130853.
فإذا كنت قد تكاسلت في أداء بعض الصلوات وأخرتها عن وقتها فعليك أن تتوب إلى الله توبة نصوحا، وأن تندم على ما اقترفته من الإثم، وعليك أن تقضي ما ضيعته من هذه الصلوات فإنها دين في ذمتك لا تبرأ إلا بقضاءها وهذا مذهب الجمهور، وفي وجوب قضاء الصلاة المتروكة عمدا خلاف أوضحناه في الفتوى رقم: 128781.
وأما إن كانت تلك الصلوات فاتتك بسبب النوم ولم تكن تعمدت إخراجها عن وقتها فلا خلاف في وجوب القضاء عليك، وإن كنت مفرطا بترك المبادرة بالقضاء عند كثير من العلماء.
قال في حاشية الروض: وأجمع أهل العلم على وجوب فعل الصلاة إذا فاتت بنوم أو نسيان، واستنادهم إلى السنة المستفيضة. انتهى.
والواجب عليك إذا دخل وقت الصلاة ألا تنام قبل أدائها إن علمت أنك لا تستيقظ إلا بعد خروج الوقت، وأما قبل دخول وقت الصلاة فإن أردت النوم فلا حرج عليك، ولكن ينبغي لك أن تأخذ بأسباب الاستيقاظ للصلاة في وقتها، وانظر الفتوى رقم: 119406.
قال في الفواكه الدواني: النَّوْمُ قَبْلَ دُخُولِ وَقْتِ الصَّلَاةِ لَا حَرَجَ فِيهِ. وَظَاهِرُهُ وَلَوْ جَوَّزَ نَوْمَهُ إلَى آخِرِ الْوَقْتِ، وَأَمَّا بَعْدَ دُخُولِ الْوَقْتِ فَلَا يَجُوزُ إلَّا إذَا عَلِمَ أَنَّهُ يَسْتَيْقِظُ قَبْلَ خُرُوجِ الْوَقْتِ أَوْ وَكَّلَ مَنْ يُوقِظُهُ. انتهى.
والذي ننصحك به هو أن تجعل مرضاة ربك أهم شيء عندك وآثر شيء لديك، واستحضر عظمته تعالى ولا تعرض نفسك لغضبه وسخطه فإن غضب الله تعالى لا يقوم له شيء، وتذكر الموت وما بعده من الأهوال العظام والخطوب الجسام فإن ذلك يعينك على الاجتهاد في العبادة وعدم التهاون في أمرها حتى تعد العدة للقاء ربك تعالى، واعلم أنه ليس لمسلم عذر في ترك الصلاة ما دام عقله ثابتا.
ونسأل الله أن يهدينا وإياك سواء السبيل، وأن يوفقنا وإياك لما فيه رضاه.
والله أعلم.