عنوان الفتوى : حد ارتفاع القبر ورفع جهة عن الأخرى لانخفاض الأرض
ما هو حد ارتفاع القبر بالسنتمتر؟ علما بأن المقبرة في مكان مائل، ولكي يكون القبر مستويا فلا بد من أن تكون جهة في القبر أعلى من أخرى.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالمستحب رفع القبر عن الأرض بمقدار شبر، كما نص على ذلك الفقهاء ـ رحمهم الله ـ قال النووي: يستحب أن يرفع القبر عن الأرض قدر شبر هكذا نص عليه الشافعي والأصحاب واتفقوا عليه. انتهى.
وقال ابن قدامة: ويرفع القبر عن الأرض قدر شبر، ليعلم أنه قبر فيوقى ويترحم على صاحبه، وروى الساجي عن جابر: أن النبي صلى الله عليه وسلم رفع قبره عن الأرض قدر شبر.
وروى القاسم بن محمد قال: قلت لعائشة: يا أمه اكشفي لي عن قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم وصاحبيه، فكشفت لي عن ثلاثة قبور ـ لا مشرفة ولا لاطية ـ مبطوحة ببطحاء العرصة الحمراء. رواه أبو داود.
ولا يستحب رفعه بأكثر من ترابه، نص عليه أحمد، وروى بإسناده عن عقبة بن عامر أنه قال: لا يجعل في القبر من التراب أكثر مما خرج منه حين حفر.
وروى الخلال بإسناده عن جابر قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يزاد على القبر على حفرته.
ولا يستحب رفع القبر إلا شيئا يسيرا، لقول النبي صلى الله عليه وسلم لعلي ـ رضي الله عنه: لا تدع تمثالا إلا طمسته، ولا قبرا مشرفا إلا سويته. رواه مسلم وغيره.
والمشرف: ما رفع كثيرا، بدليل قول القاسم في صفة قبر النبي صلى الله عليه وسلم وصاحبيه: لا مشرفة ولا لاطية. انتهى.
وإذا علمت هذا، فإن الشبر: هو ما بين رأسي الخنصر والإبهام من كف مفتوح ـ وقدره الشرعي اثنا عشر أصبعا يساوي 23.1 سنتيمترا، كذا في معجم لغة الفقهاء، ولا حرج في رفع أحد جانبي القبر شيئا، ليكون القبر مستويا.
والله أعلم.