عنوان الفتوى : إذا طلقت المرأة فمن يكون زوجها في الجنة؟

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

المرأة إذا طلقت وماتت لمن تكون في الجنة ؟

مدة قراءة الإجابة : 6 دقائق

الحمد لله.

المرأة التي تكون من أهل الجنة ولم تكن متزوجة في الدنيا ، أو كانت متزوجة ولم يكن زوجها من أهل الجنة ، أو كانت متزوجة وطُلِّقت طلاقاً بائناً وماتت : فإن حكمهن واحد ، وهو أن الله تعالى يزوجهن في الجنة من أهلها .

وليعلم بأن نعيم الآخرة ليس مختصاً بالرجال دون النساء ، بل هو عام للجنسين ، وقد نصَّ الله تعالى في كتابه على ذلك ، فقال : (وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ نَقِيرًا) النساء / 124 .

وقال تعالى : (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) النحل/97 .

وقال تعالى : (وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الْأَنْفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ وَأَنْتُمْ فِيهَا خَالِدُونَ) الزخرف/71 .

وقال : (وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ) فصلت/31 .

وقد ذكر بعض أهل العلم حكَماً في ذِكر الحور العين للرجال دون أزواج النساء في الجنة ، فقال بعضهم : لأن هذا مما تستحي منه النساء . وقال آخرون : لأن الرجل هو الطالب دون المرأة .

وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنه لن يكون في الجنة " أعزب " ، وهو يؤكد ما قلناه من أن الله تعالى يزوج الرجال والنساء فيها .

فعن محمد بن سيرين قال : إما تفاخروا وإما تذاكروا : الرجال في الجنة أكثر أم النساء ؟ فقال أبو هريرة : أو لم يقل أبو القاسم صلى الله عليه وسلم : (إن أول زمرة تدخل الجنة على صورة القمر ليلة البدر ، والتي تليها على أضوأ كوكب دري في السماء ، لكل امرئ منهم زوجتان اثنتان ، يرى مخ سوقهما من وراء اللحم ، وما في الجنة أعزب) . رواه مسلم (2834) .

وقد سئل الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله : إذا كانت المرأة من أهل الجنة ولم تتزوج في الدنيا أو تزوجت ولم يدخل زوجها الجنة ، فمن يكون لها ؟  

فأجاب :

"الجواب يؤخذ من عموم قوله تعالى : (ولكم فيها ما تشتهي أنفسكم ولكم فيها ما تدعون . نزلاً من غفور رحيم) ، ومن قوله تعالى : (وفيها ما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين وأنتم فيها خالدون) ، فالمرأة إذا كانت من أهل الجنة ولم تتزوج ، أو كان زوجها ليس من أهل الجنة : فإنها إذا دخلت الجنة فهناك من أهل الجنة من لم يتزوجوا من الرجال ، وهم - أعني من لم يتزوجوا من الرجال – لهم زوجات من الحور ، ولهم زوجات من أهل الدنيا إذا شاءوا واشتهت ذلك أنفسهم ، وكذلك نقول بالنسبة للمرأة إذا لم تكن ذات زوج ، أو كانت ذات زوج في الدنيا ولكنه لم يدخل معها الجنة : إنها إذا اشتهت أن تتزوج فلا بد أن يكون لها ما تشتهيه لعموم هذه الآيات .

ولا يحضرني الآن نص خاص في هذه المسألة والعلم عند الله تعالى" انتهى .

" مجموع فتاوى الشيخ ابن عثيمين " ( 2 / السؤال رقم 177 ) .

وقال الشيخ رحمه الله أيضاً :

"وإذا لم تتزوج في الدنيا : فإن الله تعالى يزوجها ما تقر به عينها في الجنة ، فالنعيم في الجنة ليس مقصوراً على الذكور ، وإنما هو للذكور والإناث ، ومن جملة النعيم : الزواج .

وقول السائل : " إن الله تعالى ذكر الحور العين وهن زوجات ولم يذكر للنساء أزواجاً " :  فنقول : إنما ذكر الزوجات للأزواج لأن الزوج هو الطالب وهو الراغب في المرأة فلذلك ذكرت الزوجات للرجال في الجنة وسكت عن الأزواج للنساء ، ولكن ليس مقتضى ذلك أنه ليس لهن أزواج ، بل لهن أزواج من بني آدم" انتهى .

" مجموع فتاوى الشيخ ابن عثيمين " ( 2 / السؤال رقم 178 ) .

والله أعلم .

أسئلة متعلقة أخري
لا يوجود محتوي حاليا مرتبط مع هذا المحتوي...