عنوان الفتوى : مدى أثر الذكر على حفظ الذاكر من المكروه
فيما يتعلق بالأذكار اليومية وكيف انها تقي المسلم من الحسد و السحر وغيره الرجاء الإفاده – كيف سحر الرسول الكريم وهو سيد الخلق مع أنه كان لا يفتر عن ذكر الله تعالى؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن الأذكار تقي فعلا من الشر كما يدل له الحديث: قل هو الله أحد والمعوذتين حين تمسي وحين تصبح ثلاثا تكفيك من كل شيء.
وقد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم سحر كما في حديث الصحيحين وقد ذكر الشيخ ابن جبرين رحمه الله: أنه لم يضره ذلك السحر في بدنه ولا في عقله وإدراكه وفي دينه وعبادته ولا في رسالته. انتهى
وقد ثبت في عصر السلف ما يدل على أن الذاكر قد يصاب ولكنه لا يتضرر بالإصابة أو لا تؤثر فيه الإصابة تأثيرا كاملا.
ففي سنن الترمذيعن سهيل بن أبي صالح عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من قال حين يمسي ثلاث مرات أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق لم يضره حمة تلك الليلة قال سهيل: فكان أهلنا تعلموها فكانوا يقولونها كل ليلة فلدغت جارية منهم فلم تجد له وجعا. انتهى والحديث صححه الألباني
ويدل لهذا ما في صحيح مسلم عن أبي هريرة قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله ما لقيت من عقرب لدغتني البارحة قال أما لو قلت حين أمسيت أعوذ بكلمات التامات من شر ما خلق لم تضرك.
قال المباركفوري في شرح المشكاة عن شرحه لهذا الحديث لم تضرك بأن يحال بينك وبين كمال تأثيرها بحسب كمال التعوذ وقوته وضعفه لأن الأدوية الإلهية تمنع من الداء بعد حصوله وتمنع من وقوعه وإن وقع لم يضره
والله أعلم.