عنوان الفتوى : عقوبة من يسب الصحابة رضوان الله عليهم
ما هي مراتب وأحوال من سب الصحابة؟ وما الذي يقتضيه حب الصحابة؟.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فمراتب من يسب الصحابة على النحو الآتي:
الأول: أن يسبهم بما يقتضي كفر أكثرهم، أو أن عامتهم فسقوا فهذا كفر، لأنه تكذيب لله ورسوله بالثناء عليهم والترضي عنهم، بل من شك في كفر مثل هذا، فإن كفره متعين، لأن مضمون هذه المقالة أن نقلة الكتاب أو السنة كفار أو فساق.
الثاني: أن يسبهم باللعن والتقبيح، ففي كفره قولان لأهل العلم وعلى القول بأنه لا يكفر يجب أن يجلد ويحبس حتى يموت أو يرجع عما قال.
الثالث: أن يسبهم بما لا يقدح في دينهم كالجبن والبخل فلا يكفر، ولكن يعزر بما يردعه عن ذلك، ذكر معنى ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية في كتاب ـ الصارم المسلول على شاتم الرسول.
ونقل عن أحمد في صـ 573 قوله: لا يجوز لأحد أن يذكر شيئاً من مساوئهم، ولا يطعن على أحد منهم بعيب أو نقص، فمن فعل ذلك أدب، فإن تاب وإلا جلد في الحبس حتى يموت أو يرجع. مجموع فتاوى ابن عثيمين.
وانظر الفتويين رقم: 36106، ورقم: 2429.
وحب الصحابة يقتضي مودة القلب لهم، والثناء عليهم وإحسان الظن بهم، والدفاع عنهم وبغض من يبغضهم أو يذكرهم بسوء، جاء في شرح العقيدة الطحاوية: حب الصحابة فرض وواجب وهو من الموالاة الواجبة للصحابة، وهذا الحب يقتضي أشياء: الأول: قيام المودة في القلب لهم.
الثاني: الثناء عليهم بكل موضع يذكرون فيه والترضي عنهم.
الثالث: أن لا يحمل أفعالهم إلا على الخير فكلهم يريد وجه الله.
الرابع: أن يذب عنهم، لأن من مقتضى المحبة والولاية، بل من معنى المحبة والولاية النصرة، أن ينصرهم إذا ذكروا بغير الخير أو انتقص منهم منتقص، أو شكك في صدقهم أو عدالتهم أحد، فإنه واجب أن ينتصر لهم ـ رضي الله عنهم ـ ولذا توسط أهل السنة والجماعة في الحب بين طرفين: بين طرف المفرطين وطرف المتبرئين.
والله أعلم.