عنوان الفتوى : ادفع بالتي هي أحسن
إنسانة تصوم وتصلي دائما ولكنها فجأة امتنعت عن التحدث مع زوجات أخيها بدون سبب يذكر وتبتعد دائما عنهن وهن والله ما فعلن شيئاً يسيء إليها بل يحاولن التكلم معها وهي لا ترضى بل تبتعد وتغلق الباب وهذا الوضع يضايقهن جداً.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن هذا الأمر المفاجئ الذي ليس له سبب ظاهر قد يكون ناشئاً عن حالة نفسية تلبست بها هذه الأخت، وقد يكون سببه غير ذلك.
المهم أن الواجب على جارات هذه الأخت زوجات أخيها أو غيرهن، واللاتي تصرفت معهن هذا التصرف أن يحسنَّ إليها، وأن لا يقطعنها نتيجة لتصرفها، لأن صلة الرحم والإحسان إلى الجيران مطلوبان من كل أحد، وليسا من باب المكافأة ولا المعاملة بالمثل، ففي الحديث الصحيح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: "ليس الواصل بالمكافئ، ولكن الواصل الذي إذا قطعت رحمه وصلها" الحديث أخرجه الترمذي.
قال الطيبي: معناه ليس حقيقة الواصل، ومن يعتد بصلته من يكافئ صاحبه بمثل فعله، ولكنه من يتفضل على صاحبه. وبهذا يتبين للأخت السائلة أو الأخوات أن أعلى درجات صلة الرحم والإحسان إلى الجار هو ما كان في غير مقابل.
والله أعلم.