عنوان الفتوى : الإصرار على الصغيرة يصيرها كبيرة
كنت أسمع فيلما به بعض المشاهد المثيرة، وبها قبلات عديدة، وبعد الانتهاء من سماع الفيلم اكتشفت أن غياري الداخلي به بعض من النجاسة التي خرجت نتيجة لمشاهدة المشاهد المثيرة، فسؤالي هو هل هذا الشيء مني أم مذي، وهل أحتاج إلى الاغتسال، أم أكتفي بالوضوء فقط، وما جزاء ذلك عند الله، هل يعتبر كبيرة من الكبائر،أم هذا من الصغائر؟ ووفقكم الله.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالسائل اللزج الشفاف الذي يخرج عند التفكير في الشهوة أو رؤية ما يثيرها يسمى مذياً، وحكمه أنه نجس وناقض للوضوء، ويغسل الذكر منه، ولا يوجب خروجه الغسل لأنه ليس منياً، وانظر التفصيل في ذلك في الفتوى رقم: 19959.
ويجب عليك أخي السائل أن تتقي الله تعالى، وتكف عن رؤية تلك الأفلام، فالله جل وعلا أمر بغض البصر، فقال تعالى: قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ {النور:30}، وإطلاق البصر فيما حرم الله تعالى خطوة من خطوات الشيطان التي يستدرج بها العبد لإيقاعه في الزنا؛ ولذا أمر الله تعالى بغض البصر قبل أن يأمر بحفظ الفرج، والنظر إلى المحرمات يفسد القلب ويضعف الإيمان، فاتق الله تعالى.
وأما السؤال عما إذا كان هذا من الصغائر أم الكبائر، فجوابه أنه لا صغيرة مع إصرار، ولا كبيرة مع استغفار، قال رجل لابن عباس: كم الكبائر؟ سبع؟ قال: هي إلى سبعمائة أقرب منها إلى سبع، غير أنه لا كبيرة مع استغفار، ولا صغيرة مع إصرار... رواه ابن جرير. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: .. ويل للمصرين الذين يصرون على ما فعلوا وهم يعلمون.. رواه أحمد وصححه الألباني.
فاتق الله تعالى وتب إليه يغفر لك الله ولو كان ذنبك كبيراً، وإن أصررت على رؤية تلك المشاهد فأنت في خطر عظيم، حتى وإن كان ذنبك في أصله صغيراً.
والله أعلم.