عنوان الفتوى : منافع النكاح الكثيرة تطرد هواجس الخوف منه
أدعو دائما الله في كل صلاة أن لا أتزوج أبدا، وأعلم أنه غير محبذ هذه الدعوات، من قبل كنت أدعو بما فيه الخير يقدمه الله لي ولكن كل يوم تزداد ظروفي مشاكل جعلتني أخاف من الارتباط، خوفا من ازدياد الحياة مشاكل لما أراها ومن كثرة رؤيتي لإخوتي الصبيان كثرة مشاهدتهم لفيديوهات جنسية رأيتهم يشاهدونها خلسة مما جعلني أكره الزواج أكثر ربما خوفا أن يكون الزواج من الرجال منتهاه فقط هذه المتعة، وأنه ستمر الأيام وتبدأ المشاكل كما أرى عادة، وأنه لا يوجد ما يسمى الحب كما أسمع، ولكني أعلم كثيرا في أن هذا التفكير والدعوات غير محبذ، وأن عسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم. ولكني لا أعلم مجرد التفكير أني لا أدعو هذه الدعوات قلبي يخشى أن يأتي يوم وأتزوج وهذا أصبح أكثر شيء أخشاه. لا أعلم، أردت أن أكتب هذا الموقف لأني قسما بربي لا أريد شيئا سوى رضاه، و دائما أخاف على حديثي وكلماتي لمجرد أن تكون في غضبه، أنا لا أعترض على قضائه ولكني حتى أصبحت أشعر بالخوف أن أقول ما فيه الخير ربنا يقدمه خوفا من أن يكون المقدر لي فعلا أني أرتبط، لا أعلم كيف أطرد هذا الخوف من قلبي وكيف اأعد عن معصيته بهذه الدعوات و هذا التفكير؟ أرجو منكم الرد الذي ينفعني ويطرد هذه المخاوف من قلبي؟ وهل فعلا حرام أن أدعو هذا الدعاء يا رب لا أحد يتقدم لي ولا أتزوج أبدا أم ماذا؟ اشكركم وعذرا كثيرا على الإطالة.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالأصل في الزواج الندب وهو من سنن النبيين والمرسلين، قال تعالى: وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجًا وَذُرِّيَّةً. {الرعد: 38}. وفي الحديث المتفق عليه: لكني أصوم وأفطر وأصلي وأرقد وأتزوج النساء، فمن رغب عن سنتي فليس منى. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله: يا معشر الشباب: من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج.
جاء في فتح الباري: قال عياض: هو مندوب في حق كل من يرجى منه النسل ولو لم يكن له في الوطء شهوة لقوله صلى الله عليه وسلم: فإني مكاثر بكم الأمم، ولظواهر الحض على النكاح والأمر به. انتهى.
وقد يعتري الشخص من غلبة الشهوة وخوف الفتنة ما يجعل الزواج واجبا عليه. قال ابن قدامة في المغني: والناس في النكاح على ثلاثة أضرب: منهم من يخاف على نفسه الوقوع في محظور إن ترك النكاح فهذا يجب عليه النكاح في قول عامة الفقهاء لأنه يلزمه إعفاف نفسه وصونها عن الحارم وطريقه النكاح. انتهى.
ولا يخفى ما في الزواج من تحصين الفرج وغض البصر وراحة النفس، ثم من أعظم ثمراته الولد الصالح الذي يكون ذخرا للمرء في حياته فيقوم عليه إذا كبر ويتعهده إذا مرض، وهو أيضا ذخر له بعد مماته، فأمر اجتمعت فيه هذه المصالح جميعا كيف يزهد فيه الإنسان ويرغب عنه فضلا عن أن يدعو بصرفه عنه.
وما تخافين منه من مشكلات الزواج وخصوماته فهذا غير مسوغ لتركه جملة واحدة لأنه ما من شيء في هذه الحياة الدنيا يأخذه الإنسان صافيا خالصا بل لا بد فيه من تنغيص، فلو ترك كل شيء لأجل هذا لما سلم للإنسان أمر واحد ولأعرض عن الحياة كلها ولفسدت عليه أحواله ومصالحه.
فالواجب على المسلم أن يستعين بالله سبحانه وأن يحسن الظن به، وأن يطلب منه العون والسداد على مصاعب الحياة ومشقاتها.
ثم ننبهك إلى أن ما يفعله إخوتك من مشاهدة هذه الأفلام الخليعة حرام ، ولا يجوز لك أن تسترقي النظر خلسة إلى هذه الفواحش بل الواجب عليك أن تنهيهم عن ذلك، فإن لم تستطيعي فابلغي بذلك من يملك كفهم عن هذا الغي من والد أو أخ أكبر ونحوهما إن لم تخشي أن يترتب على الإبلاغ منكر أكبر من منكر النظر، أو يقع عليك أنت ضرر.
والله أعلم.