عنوان الفتوى : قراءة الحائض والمحدث للقرآن والأذكار والرقية
امرأة تطلب من زوجها قراءة الأذكار في المساء لها بأن يقرأ مثلا المعوذات وقل هو الله أحد وسورة تبارك ويمسح بيده جسدها أثناء القراءة، هل إذا كانت حائض أو نفساء لا يصح؟ وهل إذا كان الزوج أو الزوجة أو كلاهما أحدث حدثا أصغر لا يصح أم يجوز ذلك؟.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فيجوز للمرأة الحائض والنفساء أن تقرأ القرآن من حفظها وأن تذكر الله تعالى وتدعوه في كل أوقاتها، كما سبق بيان ذلك بالتفصيل والأدلة وأقوال أهل العلم في الفتاوى التالية أرقامها: 4687، 103909، 34948، 55142، فنرجو أن تطلع عليها وعلى ما أحيل عليه فيها.
كما يجوز لزوجها ولغيره أن يقرأ عليها القرآن، وكونها حائضا أو نفساء، وهو محدث حدثا أصغر، فإن ذلك لا يمنع من قراءة القرآن، لأن قراءة القرآن إنما تمنع على الجنب خاصة، وقد ذهب بعض أهل العلم إلى جواز قراءة بعض الآيات وقصار السور للجنب إذا كان ذلك للرقيا والتعوذ والاستدلال على الحكم، قال العلامة خليل المالكي في المختصر: وتمنع الجنابة موانع الأصغر والقراءة إلا كآية لتعوذ ونحوه.
قال شراحه: ومراده اليسير الذي الشأن أن يتعوذ به فيشمل آية الكرسي والإخلاص والمعوذتين، ونحو التعوذ كرقيا واستدلال على حكم.
وأما مسح الجسد باليدين بعد نفث القراءة فيهما فمشروع، لما رواه البخاري وغيره عن عائشة رضي الله عنها: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا أخذ مضجعه نفث في يديه وقرأ بالمعوذات ومسح بهما جسده.
وفي رواية لمسلم: فلما مرض مرضه الذي مات فيه جعلت أنفث عليه وأمسحه بيد نفسه لأنها كانت أعظم بركة من يدي.
والله أعلم.