عنوان الفتوى : الدعاء المستجاب
كيف أدعو دعاء مستجابا 100%؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالله تعالى لا يخلف الميعاد، وقد قال تعالى وهو أصدق القائلين: وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ {غافر: 60}
ووصف نفسه سبحانه فقال: وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ {البقرة:186}.
وقال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَا عَلَى الْأَرْضِ مُسْلِمٌ يَدْعُو اللَّهَ بِدَعْوَةٍ إِلَّا آتَاهُ اللَّهُ إِيَّاهَا، أَوْ صَرَفَ عَنْهُ مِنْ السُّوءِ مِثْلَهَا. رواه الترمذي وقال: حَسَنٌ صَحِيحٌ غَرِيبٌ وأحمد، وصححه الألباني.
ولذلك أمر صلى الله عليه وسلم فقال: ادْعُوا اللَّهَ وَأَنْتُمْ مُوقِنُونَ بِالْإِجَابَةِ، وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَجِيبُ دُعَاءً مِنْ قَلْبٍ غَافِلٍ لَاهٍ. رواه الترمذي وأحمد. وحسنه الألباني.
فكل دعوة يدعو بها المسلم موقنا حاضر القلب، فهي مجابة قطعا، ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم، طالما أنه لا يوجد مانع من موانع الإجابة، كأكل الحرام، وترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وقد سبق بيان شروط إجابة الدعاء وموانعه في الفتاوى ذات الأرقام التالية: 11571 ، 8331 ، 71758 .
ولكن ليعلم أن إجابة الدعاء أعم من الاستجابة لطلب الداعي بخصوصه، فإجابة الدعاء متحققة قطعا إذا انتفت الموانع، وتكون الإجابة إما بأن يؤتي الله الداعي ما سأله، أو يصرف عنه من السوء مثله، أو يدخر أجر ذلك له يوم القيامة.
والله أعلم.