عنوان الفتوى : الحكمة من الصيام
1- ما الحكمة من صيام شهر رمضان المبارك؟ علاوة على أنه أمر من الله تعالى؟جزاكم الله خيرا
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد فرض الله سبحانه وتعالى علينا صيام شهر رمضان لحكمة عظيمة، ألا وهي تقوى الله سبحانه، قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) [البقرة:183].
وقوله: (لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) معناه: لتحصل التقوى لكم.
قال الإمام ابن كثير: لأن الصوم فيه تزكية للبدن، وتضييق لمسالك الشيطان.. إلخ.
ومعنى التقوى: أن تجعل بينك وبين عذاب الله وقاية، وعرفها ابن مسعود رضي الله عنه بقوله: أن يطاع الله فلا يعصى، وأن يذكر فلا ينسى، وأن يشكر فلا يكفر.
وعرفها علي بن أبي طالب رضي الله عنه بأنها: الخوف من الجليل، والعمل بالتنزيل، والرضا بالقليل، والاستعداد ليوم الرحيل.
ومن العلماء من فسر التقوى بأنها الخشية من الله حق الخشية، ومؤدى هذه التعريفات واحد، ولكي يؤتي الصوم النتيجة المرجوة منه، فلابد للصائم أن يلتزم بآداب الصوم، وأن يتجنب ما يخدش فيه، قال صلى الله عليه وسلم: "الصوم جنة، فإذا صام أحدكم فلا يرفث ولا يفسق، وإن امرؤ سابه أو قاتله، فليقل: إني صائم، إني صائم" رواه البخاري ومسلم.
ومعنى جنة: وقاية في الدنيا من المعاصي بكسر الشهوة، وحفظ الجوارح، وفي الآخرة من النار.
والرفث يطلق على الجماع ومقدماته، وما إلى ذلك مما يختص بأمور النساء.
قال جابر بن عبد الله رضي الله عنه: إذا صمت، فليصم سمعك وبصرك ولسانك عن الكذب والمحارم، ودع أذى الجار، وليكن عليك سكينة ووقار يوم صومك، ولا تجعل يوم صومك، ويوم فطرك سواء.
والله أعلم.