عنوان الفتوى : التوبة والحذر من خطوات الشيطان

مدة قراءة السؤال : 4 دقائق

موضوعي هام وخطير بدأت في ممارسة العادة السرية عندما كنت في الثالثة عشر من عمري ولازمتني إلى وقتي هذا طبعا أنا لست متزوجا وعمري 28سنة كنت أمارس العادة عبر سماع صوت امرأة في الهاتف أو صوت ولد واستمرت وأصبحت أريد سماع صوت أختي لكي أقذف المني، كنت أجلس أتخيل أني أمارس الجنس مع أختي أتخيل أن صديقا لي جميلا يمارس الجنس مع أختي وأصبحت أتمنى من أصدقاء لي ممارسة الجنس معي وكان لي صديق في نظري أنه جميل طلبت منه ممارسة الجنس معي فوافق وانتهى مني وكنت مسرورا واستمررت على هذا الحال ولكن عندما أقذف المني أرجع إلى وعيي وأغتسل وأصلي وأجلس وأسأل نفسي لماذا فعلت هذا الشيء لا أجد جوابا أتركها أياما ومن ثم أرجع إليها حتى وصلت وتعديت حدود الله صرت وقت الممارسة أطلب من أن أصبح مسيحيا أو يهوديا، أنظر إلى التلفاز وأشاهد النساء العاريات ويوجد صليب على جسمها أعرف أن هذه العارية مسيحية فاكلمها مثل المجنون وأقول: أريد أن أصير مسيحيا من أجلك أو إذا شاهدت يهودية نفس الشيء واستمررت، ولكن هنا أصبح الشيء الخطير والمهم هنا لب الموضوع كنت أمارس العادة وأنظر إلى الأفلام الوسخة الحقيرة مثلي فشاهدت مقطع ولد عاري فوصفته بالله ومن ثم كفرت بالرب ومن ثم قلت إلى هذا الولد أنت ربي أنت الذي خلقتني أنت وأنت وقلت أنا أحب الشيطان وكان يراودني الوسواس أن أسجد للشيطان ولكن لم أفعل وراودني الوسواس أن أبول على القرآن ولكن لم أفعل أنا حقير وتافه ولكن أنا مسلم وأشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ربي ومحمد نبيي والكعبة قبلتي والقرآن إمامي الله ربي لا إله ألا هو خلقني وأنا عبده وأنا على وعده ما استطعت وأبوء بنعمته علي، يارب أغفر لي ذنبي فإنه لا يغفر الذنوب ألا أنت إن رمضان أتى وأنا أعاهد الله بأني لن أعود إلى فعل هذا ماحييت وأتوب إلى الله ربي ورب العرش العظيم. يا رب من هنا من مجلسي هذا أدعوك يا رب أن تغفر ذنبي هذا وإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت، يا رب أنا عبدك وأنت ربي أنت خلقتني لا أله ألا أنت. كما شاهدتم اسمي من أجمل الأسماء: أحمد، فكيف حصل هذا والله إني أحبك يا رسول الله والله إني أحبك يا رب يا رب يا رب يا رب أستغفرك يا رب أستغفرك. أرجوكم يا سيادة المفتي إن رمضان أتى وأنا تائب والله إني تائب ومعترف بهذا الذنب الكبير الحقير ولكن أنا ضعيف أمام الشيطان ووسوسات الشيطان، والله أنا ضعيف ولكن بإذن الله عهدٌ علي لن ولن تكون مرة ثانية بإذن الواحد الأحد الذي له ملك السماوات والأرض يحي ويميت وهو على كل شئ قدير. أشهد أن لاأله ألا الله وأن محمدا رسول الله أقولها إيمانا واحتسابا،حسبي الله ونعم الوكيل حسبي الله ونعم الوكيل. إنا لله وإنا إليه راجعون ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ...

مدة قراءة الإجابة : 5 دقائق

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فنسأل الله العظيم أن يتوب عليك، وأن يشرح صدرك للإيمان، وأن يعيذك من شر نفسك وشر الشيطان وشركه. وما ذكرتَ ـ أخي السائل ـ أمور يقشعر الجلد من هولها وفظاعتها، وهكذا دائما خطوات الشيطان، يبدأ بالمعاصي صغيرها ثم كبيرها، حتى يوقع الإنسان في الكفر الأكبر إن استطاع، كما قال تعالى: كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنْسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ. {الحشر: 16}.

ولذلك نهانا الله سبحانه عن اتباع خطوات الشيطان، فقال: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ. {النور: 21}.

 فعليك أخي الكريم أن تعتبر بما حصل لك، وتقطع الطريق على الشيطان بالتزام طاعة الله واجتناب محارمه، ولا تيأس من روح الله ولا تقنط من رحمته تعالى، فإن باب التوبة مفتوح بفضل الله تعالى لكل إنسان مهما بلغت ذنوبه، ما لم تطلع الشمس من مغربها، أو يعاين الموت ويتيقنه، قال تعالى: قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ. {الزمر: 53}.

وقال صلى الله عليه وسلم: إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَبْسُطُ يَدَهُ بِاللَّيْلِ لِيَتُوبَ مُسِيءُ النَّهَارِ، وَيَبْسُطُ يَدَهُ بِالنَّهَارِ لِيَتُوبَ مُسِيءُ اللَّيْلِ، حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا. رواه مسلم.

وقد وعد الله تعالى من يقترف أكبر الكبائر كالشرك والقتل والزنا، بأن يبدل سيئاتهم حسنات، إن هم تابوا وآمنوا وعملوا الصالحات، قال تعالى: وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا * يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا * إِلَّا مَنْ تَابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا * وَمَنْ تَابَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتَابًا. {الفرقان:71،70،69،68}.

فهنيئا للتائب الصادق الذي يُتبِع سيئاته بحسنات ماحية، كما قال تعالى: وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ. {هود: 114}.

ويكفي التائب أن يعلم محبة الله للتوبة، كما قال صلى الله عليه وسلم: لَلَّهُ أَفْرَحُ بِتَوْبَةِ عَبْدِهِ مِنْ رَجُلٍ نَزَلَ مَنْزِلًا وَبِهِ مَهْلَكَةٌ، وَمَعَهُ رَاحِلَتُهُ عَلَيْهَا طَعَامُهُ وَشَرَابُهُ، فَوَضَعَ رَأْسَهُ فَنَامَ نَوْمَةً فَاسْتَيْقَظَ وَقَدْ ذَهَبَتْ رَاحِلَتُهُ، حَتَّى إِذَا اشْتَدَّ عَلَيْهِ الْحَرُّ وَالْعَطَشُ أَوْ مَا شَاءَ اللَّهُ قَالَ: أَرْجِعُ إِلَى مَكَانِي، فَرَجَعَ فَنَامَ نَوْمَةً ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ فَإِذَا رَاحِلَتُهُ عِنْدَهُ. متفق عليه.

فينبغي لك أن تنشغل بتحصيل توبة نصوح جامعة لشروط قبولها، من الندم على ما سلف من الذنوب، والإقلاع عنها خوفا من الله تعالى وتعظيما له وطلبا لمرضاته، والعزم الصادق على عدم العودة إليها أبدا.

ولا شك ـ إن شاء الله ـ أنك إن استقمت على توبتك وبدلت سيئاتك بحسنات أن الله الكريم سيقبلك ويرحمك، قال تعالى: وَالَّذِينَ عَمِلُوا السَّيِّئَاتِ ثُمَّ تَابُوا مِنْ بَعْدِهَا وَآَمَنُوا إِنَّ رَبَّكَ مِنْ بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَحِيمٌ. {الأعراف: 153} فأقبل على الله يقبل الله عليك، فقد قال الله تعالى في الحديث القدسي: إِذَا تَقَرَّبَ الْعَبْدُ إِلَيَّ شِبْرًا تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ ذِرَاعًا، وَإِذَا تَقَرَّبَ مِنِّي ذِرَاعًا تَقَرَّبْتُ مِنْهُ بَاعًا، وَإِذَا أَتَانِي مَشْيًا أَتَيْتُهُ هَرْوَلَةً. متفق عليه.

وقد سبق بيان حقيقة التوبة وشروطها ودلائل قبولها وما ينبغي فعله عندها في الفتاوى ذات الأرقام التالية: 5450، 75958، 29785، 7471، 42052.

ثم إننا ننصحك بالمبادرة إلى الزواج فإنه وسيلة لتحصين فرجك وقد يكون واجبا في حقك.

والله أعلم.