عنوان الفتوى : كل أمة من أمم الأرض قد أرسل الله لها رسولا
سألني حد الزملاء في العمل: لماذا لم يذكر في الكتب السماوية اسم نبي أو مرسل من الله إلى شعوب أوروبا أو الهند أو الصين، كل من ذكر اسمه هو من الشرق الأوسط فيهم من هو رسالته شامله كرسولنا محمد صلى الله عليه وسلم، ولكن
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فما من شك أن كل أمة من أمم الأرض قد أرسل الله لها رسولا؛ كما قال تعالى: وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ {الرعد:7}وكما قال تعالى: وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً {النحل:36} وكما قال تعالى: وَإِن مِّنْ أُمَّةٍ إِلَّا خلَا فِيهَا نَذِيرٌ {فاطر:24}
قال ابن كثير: أي وما من أمة خلت من بني آدم إلا وقد بعث الله تعالى إليهم النذر. انتهى.
ولو فرض أن جميع من ذكروا من جزيرة العرب وما حولها فإن ذكرهم وحدهم كاف في تحقيق المقصود من ذكر الرسل، فإن المقصود من ذكرهم هو الاتعاظ بما حصل بينهم وبين أقوامهم ليثبت المؤمنون على الإيمان كما قال تعالى: وَكُلاًّ نَّقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنبَاء الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ {هود:120}
وكما قال تعالى: وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِّن قَبْلِكَ فَصَبَرُواْ عَلَى مَا كُذِّبُواْ وَأُوذُواْ حَتَّى أَتَاهُمْ نَصْرُنَا وَلاَ مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِ اللّهِ وَلَقدْ جَاءكَ مِن نَّبَإِ الْمُرْسَلِينَ {الأنعام:34}
ومن لم يذكر من الأنبياء والمرسلين على سبيل التفصيل ذكر على سبيل الإجمال لكي نؤمن بهم كما في قوله تعالى: وَرُسُلاً قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِن قَبْلُ وَرُسُلاً لَّمْ نَقْصُصْهُمْ {النساء:164}
والله أعلم.