عنوان الفتوى : الفرق بين الخلوة والاعتكاف في رمضان

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

ما الفرق بين الاعتكاف والخلوة في رمضان؟

مدة قراءة الإجابة : دقيقتان

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالاعتكاف الشرعي كما عرفه العلماء هو لزوم المسجد بقصد التعبد لله عز وجل، وهو مشروع بالكتاب والسنة والإجماع، فأما الكتاب فلقوله تعالى: وَلاَ تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ تِلْكَ حُدُودُ اللّهِ فَلاَ تَقْرَبُوهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ {البقرة:187}، وأما السنة فلأحاديث كثيرة ثابتة في الصحيحين وغيرهما تدلُ على ثبوت الاعتكاف من فعله صلى الله عليه وسلم، وأما الإجماع فقد قال ابن قدامة في المغني: قال ابن المنذر: أجمع أهل العلم على أن الاعتكاف سنة لا يجب على الناس فرضاً، إلا أن يوجب المرء على نفسه الاعتكاف نذراً، فيجب عليه. انتهى.

والاعتكاف سنة في العشر الأواخر من رمضان وهذا متفق عليه بين أهل العلم، وقد يسمى الاعتكاف جواراً كما ثبتت تسميته بذلك في الصحيح من حديث عائشة رضي الله عنها، وإنما شرع الاعتكاف لإصلاح النفس وتهذيبها وقطع العلائق بينها وبين الخلق، فيخلو الإنسان بربه ويجتهدُ في محاسبة نفسه.

وأما مصطلح الخلوة فلم يستعمله أهل العلم بمعنى الاعتكاف فيما نعلم، فالأولى استعمال المصطلحات الشرعية التي تتابع عليها العلماء ولا داعي لإحداث مصطلحات أخرى لا تفهم مدلولاتها، إذا الخلوة أخص من الاعتكاف من وجه، فالمعتكف قد ينفرد بنفسه وقد لا ينفرد، ومن ثم قد تحصل مع الاعتكاف خلوة وقد لا تحصل، والخلوة أعم من الاعتكاف من وجه إذ تكون في المسجد وفي غير المسجد، وهي إن كانت للذكر والعبادة خالية من الابتداع فهي مستحبة، قال الإمام النووي رحمه الله: الخلوة شأن الصالحين وعباد الله العارفين.

والله أعلم.