عنوان الفتوى : المفاضلة بين التحميد والتسبيح والاستغفار
أيهما الأفضل للمرء الإكثار من التسبيح والتحميد أم الاستغفار وأيهما أعظم أثرا؟
خلاصة الفتوى:
فالإكثار من كلا النوعين من الكلام مطلوب، لكن الظاهر أن الإكثارمن التسبيح والتحميد أفضل وأعظم أثرا من الإكثار من الاستغفار وحده.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالإكثار من كلا النوعين من الذكر مطلوب، لكن الظاهر أن الإكثارمن التسبيح والتحميد أفضل من الاستغفار وحده لأنهما من أحب الكلام إلى الله تعالى، وإذا كانا كذلك فإن الإكثارمنهما أفضل وأعظم أثرا من غيرهما.
ففى صحيح مسلم وغيره عن سمرة بن جندب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أحب الكلام إلى الله أربع: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر لا يضرك بأيهن بدأت.
وفى صحيح مسلم أيضا عن أبي ذر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ألا أخبرك بأحب الكلام إلى الله؟ قلت يا رسول الله أخبرني بأحب الكلام إلى الله، فقال: إن أحب الكلام إلى الله؛ سبحان الله وبحمده.
قال الإمام النووى فى شرح صحيح مسلم : ( أحب الكلام إلى الله سبحان الله وبحمده ) وفى رواية أفضل هذا محمول على كلام الآدمى وإلا فالقرآن أفضل وكذا قراءة القرآن أفضل من التسبيح والتهليل المطلق، فأما المأثور فى وقت أو حال ونحو ذلك فالاشتغال به أفضل. والله أعلم.
وقال المناوى فى فيض القدير : ( أحب الكلام إلى الله ) تعالى أي كلام البشر لأن الرابعة لم توجد في القرآن ولا يفضل ما ليس فيه على ما هو فيه ويحتمل أن تتناول كلام الله أيضا لأنها وإن لم تكن فيه باللفظ فهي فيه بالمعنى ( أربع ) في رواية أربعة ( سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ) لأنها جامعة لجميع معاني أنواع الذكر من توحيد وتنزيه وصنوف أقسام الحمد والثناء ومشيرة إلى جميع الأسماء الحسنى لأنها إما ذاتية كالله أو جمالية كالمحسن أو جلالية كالكبير فأشير للأول بالتسبيح لأنه تنزيه للذات وللثاني بالتحميد لأنه يستدعي النعم وللثالث بالتكبير وذكر التهليل لما قيل إنه تمام المئة في الأسماء وإنه اسم الله الأعظم وهو داخل في أسماء الجلال.
والله أعلم.