عنوان الفتوى : خوف الطائعين والمتقين لماذا؟

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

إنى أحبكم في الله عندي سؤال حائر سئلت فيه ولم أعرف الرد يقول

مدة قراءة الإجابة : دقيقتان

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

أما قولك: إن العمل ليس له قيمة عند الله فغير صحيح، فإن الأعمال الصالحة من ذكر ودعاء وصلاة وجهاد وصلة رحم لها قيمة بالغة وعظيمة عند الله، ففي صحيح البخاري عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: كلمتان خفيفتان على اللسان، ثقيلتان في الميزان، حبيبتان إلى الرحمن: سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم. انتهى. والأدلة على هذا متكاثرة.

 وأما الذي يجعل الطائعين أو المبشرين بالجنة كأبي بكر يخافون ربهم ويبكون من خشية الله ويقومون الليل ويجتنبون المعاصي مهما صغرت ولا يتكلمون على أعمالهم الصالحة قبل ذلك، ويحرصون على الازدياد من الحسنات فهو خوفهم ألا يتقبل الله طاعتهم وعملهم أنهم مهما عملوا فإنهم لن يوفوا الله حقه عليهم، وهذه هي حقيقة التقوى، وبدون ذلك لا يكونون متقين ولا سابقين لغيرهم، فالجمع بين الخوف والرجاء لا بد منه لنجاة الناجين ولصلاح الساعين وفوز العاملين، فالواجب على المسلم أن يجمع في عبادته لله تعالى بين ثلاثة أشياء وهي: الحب والخوف والرجاء، فيعبده حبا له، وتنفيذا لأمره، ورجاء لثوابه، وخوفا من عقابه كما قال الله سبحانه عن أنبيائه: إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ. {الأنبياء:90}

وصفاته تقتضي الهيبة والخوف، فإذا ارتقى العبد إلى معرفة الله تعالى خافه بالضرورة، ولا يحتاج إلى علاج يجلب الخوف إلى قلبه، بل يخاف بالضرورة. ومن قصر فسبيله أن يعالج نفسه بسماع الأخبار والآثار، وأن يطالع أحوال الخائفين وأقوالهم.

وننصحك بمراجعة كتاب منهاج القاصدين فصل في بيان الدواء الذي يستجلب به الخوف.

والله أعلم.