عنوان الفتوى : لا بأس بالرأفة بالحيوان والرفق به وعلاجه
جزاكم الله خير الجزاء على جهودكم الرائعة، خلقني الله ووضع في قلبي من الرحمة والرأفة الكبيرة على كل ذي كبد وبي رحمة على الحيوانات الضعيفة والتي لا حول لها ولا قوة وأنا متعلقة كثيراً بتربية القطط ومنذ يومين ماتت قطة لي وأنا حزينة عليها حزنا عميقا.. فهل علي ذنب إن حزنت حزنا عميقا على قطتي والتي ماتت بين يدي، وهل يجمعني الله بها عنده يوم الحساب، وماذا يكون مصير الحيوان حين وفاته، فهل تصعد روحه عند الله وتنعم عنده كما الإنسان حين يتوفى تصعد روحه لله ويعلم مستقره إما الجنة وإما النار (أعاذنا الله منها)، أتمنى عليكم أن تجيبوني وتوضحوا لي استفساراتي وهل هناك درس أو محاضرة حول العطف على الحيوان وجزاء ذلك؟ ولكم جزيل الشكر.
خلاصة الفتوى:
الحيوان غير مكلف، ولا ينعم ولا يعذب ويكون تراباً في الآخرة، ولا بأس بحزن القلب على فقده ما لم يصل إلى التسخط من قضاء الله وتعظيم المصيبة.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا شك أن الرحمة خلق عظيم يجعله الله في قلوب من يشاء من عباده، وهي من أسباب رحمة الله لهم، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: الراحمون يرحمهم الرحمن، ارحموا أهل الأرض يرحمكم من في السماء. رواه أبو داود وغيره وصححه الألباني.
ولذلك فلا بأس بالرأفة بالحيوان والرفق به وتمريضه وعلاجه... وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: في كل كبد رطبة أجر. رواه البخاري.
ولكن لا داعي للحزن لموت قطة.. والتعلق بها وتمني الاجتماع بها في الآخرة، فإن الحيوان يكون تراباً يوم القيامة ولا يدخل الجنة ولا النار، كما سبق بيان ذلك في الفتوى رقم: 63258 وما أحيل عليه فيها.
ولا شك أن الله تعالى يعطي عباده المؤمنين في الآخرة ما أحبوا وما اشتهته أنفسهم؛ كما قال الله تعالى: وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الْأَنفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ وَأَنتُمْ فِيهَا خَالِدُونَ {الزخرف:71}، فينبغي للمسلم أن يبتعد عن الغلو ويحذر منه ويعود نفسه على التوسط في كل أموره وخاصة في المحبة لكل ما في هذه الدنيا الزائلة، وقد حذرنا النبي صلى الله عليه وسلم من المبالغة والغلو في حب الأشخاص فما بالك بغيرهم، فقال: أحبب حبيبك هونا ما عسى أن يكون بغيضك يوما ما، وأبغض بغيضك هونا ما عسى أن يكون حبيبك يوما ما. رواه الترمذي.
والله أعلم.