عنوان الفتوى : هل الرزق يتبع الإنسان أينما كان
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله.. الرزق مكتوب من عند الله تعالى، فهل للإنسان أن يسعى إليه، إذا العبد لم يبحث عن رزقه فهل الرزق يبحث عن الرزق، يقول الرسول صلى الله عليه وسلم إن الرزق كالموت يتبع الإنسان أينما ذهب فهل صحيح، فهناك العديد من الشباب الذين يهاجرون من بلدانهم بحثا عن المال فهل يحصلون عليه إن سعوا إليه في بلدانهم؟
خلاصة الفتوى:
إن الرزق مقدر لصاحبه، ولن يجد امرؤ إلا ما قدر له، سعى أو لم يسع، ولكن الناس متعبدون بالسعي والتكسب.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن جميع ما يحصل في الكون إنما يحصل بقضاء الله وقدره ومن ذلك الرزق، قال الله تعالى: إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ {القمر:49}، وقال تعالى: نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُم مَّعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا... {الزخرف:32}، وفي حديث مسلم: كل شيء بقدر حتى العجز والكيس. فكل شيء كتبه الله تعالى وقدره وسبق علمه به.
واللفظ الذي تزعم أنه حديث وتسأل عن صحته فإنا لم نقف عليه في شيء من كتب السنة، ولكنه قد وردت في معانيه أحاديث، فقد أخرج ابن ماجه عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أيها الناس اتقوا الله وأجملوا في الطلب فإن نفساً لن تموت حتى تستوفي رزقها وإن أبطأ عنها فاتقوا الله وأجملوا في الطلب خذوا ما حل ودعوا ما حرم.
وقال صلى الله عليه وسلم: إن روح القدس نفث في روعي أن نفساً لن تموت حتى تستكمل رزقها فاتقوا الله وأجملوا في الطلب ولا يحملنكم استبطاء الرزق أن تطلبوه بمعاصي الله فإن الله لا يدرك ما عنده إلا بطاعته. قال الحافظ في الفتح : أخرجه ابن أبي الدنيا في القناعة، وصححه الحاكم من طريق ابن مسعود ، والحديث صححه الألباني ، والإنسان مطالب بأن يسعى ويتكسب، وهو متعبد بذلك، وقد سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن أي الكسب أطيب؟ فقال: عمل الرجل بيده، وكل بيع مبرور. رواه أحمد والحاكم وصححه الألباني. وقال صلى الله عليه وسلم: إن أطيب ما أكلتم من كسبكم. رواه الترمذي وقال فيه: حسن صحيح.
ورغب صلى الله عليه وسلم في الاستغناء عن الناس والقناعة وعدم توقان النفس إلى ما عند الناس، وذم صلى الله عليه وسلم السؤال، قال: لأن يحتطب أحدكم حزمة على ظهره خير له من أن يسأل أحداً فيعطيه أو يمنعه. رواه البخاري.
وقال: من نزلت به فاقة فأنزلها بالناس لم تسد فاقته، ومن نزلت به فاقة فأنزلها بالله فيوشك الله له برزق عاجل أو آجل. رواه الترمذي وصححه الألباني في صحيح الجامع.
والخلاصة أن الإنسان لن يجد إلا ما قدره الله له من رزق، سواء سعى في ذلك أو لم يسع، ولكنه متعبد بالسعي والتكسب بالطرق المشروعة، وليس معنى هذا أنه إذا لم يسع فلا بد أن يجد رزقاً، بل قد لا يجد في هذه الحالة رزقاً، ولكن ذلك هو المقدر له، ولو سعى ولم يكن مقدراً له أن يرزق فإنه لن يجد شيئاً.
والله أعلم.