عنوان الفتوى : الواجب الأدب مع الصحابة وإحسان الظن بهم
هل يجوز أن نتهم معاوية بن أبي سفيان باغتصاب الخلافة من علي كرم الله وجهه واتهامه بالبغي؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد ذكر ابن أبي زيد القيرواني وشيخ الإسلام وغيرهما أنه يجب الأدب مع الصحابة وإحسان الظن بهم، وحمل أفعالهم على أحسن المخارج، وبناء عليه فلا يجوز اتهام معاوية بغصب الخلافة من علي، وقد ذكر بعض أصحاب السير أن معاوية رضي الله عنه كان يرى اجتهاداً منه أنه يجب قتل ظلمة عثمان رضي الله عنه الذين قتلوه في الشهر الحرام قبل البيعة، كما قال الجويني والهيثمي وابن العربي ولم يكن ذلك بسبب طمعه في الخلافة فقد كان يرى أن علياً أفضل منه.
فقد ذكر الذهبي عنه بسند جيد أنه قال في علي رضي الله عنه: والله أني لأعلم أنه أفضل وأحق بالأمر مني ولكن ألستم تعلمون أن عثمان قتل مظلوماً وأنا ابن عمه والطالب بدمه فأتوه فقولوا له فليدفع إلي قتلة عثمان وأسلم له... انتهى.
وقد رجح كثير من العلماء أن علياً هو المصيب منهم النووي وابن حجر وابن تيمية وابن كثير والذهبي وابن العربي واحتجوا لذلك بحديث مسلم في عمار: تقتله الفئة الباغية. وقد ذكروا أن معاوية مجتهد أخطأ في اجتهاده وهو مأجور لحديث الصحيحين: إذا اجتهد الحاكم فأصاب فله أجران وإذا اجتهد فأخطأ فله أجر.
وراجع للمزيد في الموضوع، وفي بيان فضل معاوية الفتاوى ذات الأرقام التالية: 30222، 34898، 25873، 28835، 24059.
والله أعلم.