عنوان الفتوى : التوبة من تلويث ما فيه ذكر الله بالقذر
قضيت حاجتي على ورقة فيها ذكر و دعاء كان ذلك قبل سنتين عندما أذكر ذلك أظن أني هالك كافر مع أني مواظب على أداء الفرائض فماذا أفعل؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن أهل الفقه لا يختلفون في أن من ألقى مكتوبا فيه شيء من القرآن أو الحديث ونحو ذلك، في قذر استخفافا، أنه يكون كافرا خارجا عن الملة، والعياذ بالله.
جاء في الخرشي وهو من كتب المالكية: (كإلقاء مصحف بقذر) مثال للفعل الذي يتضمن الكفر. ومثل المصحف كتاب الحديث إذا ألقاه بقذر أو حرقه استخفافا... ومثل المصحف الآية أو الحرف منه. والمراد بالقذر ما يستقذر، ولو طاهرا كالبصاق، لا خصوص العذرة...
وفي الموسوعة الفقهية: ... فمن ألقى ورقة فيها شيء من علم شرعي، أو فيها اسم الله تعالى أو اسم نبي أو ملك في نجاسة، أو لطخ ذلك بنجس -ولو معفوا عنه- حكم بكفره إذا قامت الدلالة على أنه أراد الإهانة للشرع...
وعليه، فما ذكرت أنك قمت به من الفعل يعتبر منكرا من أكبر المنكرات، وإن كنت فعلت ذلك وأنت عالم أن الذي في الورقة هو ذكر ودعاء فإنك بذلك تكون قد كفرت كفرا مخرجا من الملة، والعياذ بالله.
وإن كنت فعلته وأنت جاهل بأن فيها الذكر المذكور، فقد لا تكون كافرا بهذا الفعل، مع أنه فعل قبيح للغاية.
وعلى أية حال، فإن عليك أن تبادر إلى التوبة من هذا الفعل. ولا شك أن شعورك بالذنب كلما تذكرت هذا الفعل يعتبر ندما، وهو أهم خطوة إلى التوبة. فأخلص في توبتك وتضرع إلى الله في أوقات الإجابة، وثق في وعده بالمغفرة للعصاة، فإنه لا يخيب رجاء المنيبين إليه.