أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : تعلق الجد بحفيده

مدة قراءة السؤال : دقيقتان

السلام عليكم.
اعتدنا أنا وزوجي منذ سبع سنوات -أي: منذ ولادة ابننا- أن نتركه ينام يوماً أو أكثر عند أهلي لشدة تعلقه بوالدي وتعلق والدي به، وكان الموضوع يتكرر كثيراً، في الفترة الأخيرة صار زوجي يمنعه لأنه رأى أن الولد متعلق بجده أكثر من اللازم.
أغضب هذا الأمر والدي واعتبره عقوقاً وتحدياً وإذلالاً له، حدثت بيننا عدة مشاكل وعادت وانحلت، لكن هذه المرة طلب مني والدي أن لا آتي إليهم لأنه ينزعج من مجيئي أنا وزوجي وأولادي.
في الحقيقة هو يشعر بأن الولد يريد أن يبقى عنده وهو لا يستطيع أن يلبي طلبه، وهذا الأمر يشعره بأنه لا قيمة له، وأننا لا نسمع كلمته ونعقه، أنا محتارة بين إرضاء أبي وإرضاء زوجي؛ لأن الاثنين لن يرضيا معاً فإما والدي وإما زوجي، فهل لأبي الحق بأن يغضب عليّ لهذا الأمر؟ وما الذي عليّ فعله لإرضائه؟
وكيف لي أن أرضي زوجي وهو السبب في هذا؛ لأنه منذ البداية كان يرضى ولم يفرض رأيه، والآن بعد ما اعتاد الاثنان على هذا جاء ليرفض ويقول لا أريد؟
أرشدوني إلى الحل وأفتوني في هذا، ولكم جزيل الشكر.

مدة قراءة الإجابة : 6 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ راغبة في الفضيلة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات إسلام ويب، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يصلح ما بين زوجك وما بين والدك، وأن يعينك على بر الاثنين وإكرامهما والإحسان إليهما وطاعتهما في طاعة الله تعالى، وأن يجعل لكم جميعاً من لدنه وليّاً ونصيراً، وأن يُذهب عنكم كيد شياطين الإنس والجن، وأن يبارك لكم في أولادكم، وأن يجعلكم وأسرتكم جميعاً من سعداء الدنيا والآخرة.
وبخصوص ما ورد برسالتك من أن والدك - حفظه الله - طلب منك مؤخراً عدم زيارته لأنه ينزعج بمجيئك أنت وزوجك وأولادك، وذكرتِ أنه في الحقيقة يشعر أن السبب في ذلك إنما هو شعوره بأنه لا قيمة له، وأنكم لا تستطيعون سماع كلامه أو لا تطيعونه وتعقونه أمام هذا الولد الحفيد الذي هو عنده لعله أحب إليه منك أنت شخصياً؛ لأن الناس يقولون (إن ولد الولد أعز من الولد)، فالجد يشعر بنوع من الحرج عندما يتعلق الولد به ويلح عليه أن يبقى ولكن زوجك يصر على أن يأخذه رغماً عنه مما يُشعر الوالد فعلاً بنوع من الإهانة، ولذلك أراد – جزاه الله خيراً – أن يرفع عنه المشقة والحرج، فطلب منك هذا الطلب، وأنا أعتقد أن هذا الطلب ليس من قلبه ولكنه نوع من الهروب من هذه المواقف المحزنة.
وزوجك جاء الآن بعد أن لاحظ تعلق الولد الشديد بجده، وأراد أن يُوقف هذا الأمر، وهذا في الواقع تصرف غير موفق، فإنه لو تدرج في هذا الموضوع لكان خيراً له، وأنا أقول ذلك الآن كنوع من الحل أتمنى أن يطلع عليه الزوج.
الآن لا تبتر المسألة مرة واحدة، وإنما يجعل المسألة الآن (ولدك كان يذهب يوماً عند جده ويوماً عندك، اجعله يذهب عند جده يوماً وعندك يومين، ثم بعد ذلك مع الأيام ستقل هذه المسألة إلى أن تصل إلى يوم في الأسبوع وقد تتوقف نهائياً، أما أن تأتي مرة واحدة لتفجع الجد في حفيده؛ لأنه كما أن لك حقاً في ولدك فهو له حق في ابنته التي هي زوجتك وله حق في حفيده الذي هو ابنك أيضاً، وأنت لا تستطيع أن تقطع زوجتك على أهلها ولا أن تقطع الولد عن جده، فإن الجد في مقام الأبوة يقيناً، وهذا الأمر يزعج الجد كثيراً، وهو من حقه عليك إكراماً لابنته التي تحتك أن تُكرمه وأن تلبي رغبته ما دامت لا تتعارض مع ظروفك أو لا تتعارض مع الشرع.
نعم. أنت قد ترى في تربيتهم بعض الليونة والسهولة، وقد يكون مثلاً يُغدق على ولدك بالدلع الزائد الذي قد يُفسده، ولكن ما هكذا تورد الإبل يا سعد، ليست المسألة بهذه الكيفية، وليس العلاج بهذه الطريقة، وإنما سبع سنين أو أقل قليلاً وولدك قد تعود على جده ولعله أصبح يتعلق به تعلقاً أكثر من تعلقه بك وبأمه، هل يُعقل أن تأتي مرة واحدة لتقضي على هذه العاطفة؟ هذا من الصعب جدّاً، وقد يكون من المؤلم لولدك أكثر من الإيلام للجد، ولذلك الذي أنصح به لتخرج امرأتك من هذا الحرج، أن يذهب ولدك إلى جده ولكن في فترات متباعدة، وابدأ في جدول على سبيل العد التنازلي، بمعنى أنه كان يمكث عند جده يوماً وعندك يوماً، اجعله يمكث عندك يومين وعند جده يوماً واحداً، وهذا لمدة شهر أو شهرين وبذلك قلت المسافة، ثم بعد ذلك يأتي يمكث عندك ثلاثة أيام وعند جده يوماً، وأنا واثق إن شاء الله مع تقدم عمر ابنك وانشغاله بالدراسة سوف تقل مسألة الزيارات، وبالتالي يقل التعلق وتصبح المسائل عادية، ولكن:
أتمنى ألا تمنع الولد من جده، وأتمنى ألا تسيء إلى الجد أيضاً بحرمانه من فلذة كبده ومن حفيده الذي قد يكون الآن هو مهم بالنسبة له؛ لأنه يدخل على قلبه السعادة والسرور والفرح وأنت حرمته من ذلك، وقطعاً هو قد غضب على ابنته لأنها ابنته بسبب هذا الأمر؛ لأن بعض الأجداد أحياناً قد يسعد بلعب ولد ولده وحفيده معه وقد ينزل إلى مستواه فيستعيد عاطفة الطفولة التي كان فيها من خلال تعامله مع حفيده، ويشعر بسعادة لا يمكن أن يشعر بها في أي شيء آخر أو لو وفرت له شيئاً آخر.
فأتمنى أن تتوسط في الأمر، وأن تتدرج فيه، وأن تذهب أنت وزوجتك وتعتذر له وتقول: (نحن ما فعلنا ذلك إلا لمصلحة الولد، ولكن نحن اتفقنا على أن يكون عندنا ليومين وعندك يوماً، وبالتدرج ولدي يتعود الاعتماد على الله ثم على نفسه، ونحن جميعاً في خدمتك)، وطيبوا خاطره واعتذروا له، نسأل الله تعالى أن يُذهب عنكم كيد شياطين الإنس والجن، وأن يصلح ما بينكم بفضله ورحمته، إنه جواد كريم.
وبالله التوفيق.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
أشعر أن أمي تغار من زوجتي ولا تحب أولادي، فهل هذا طبيعي؟ 1556 الثلاثاء 12-05-2020 06:18 صـ
أمي تقسو على أحفادها بشدة، فهل وقوفي ضدها من العقوق؟ 1094 الأحد 19-05-2019 07:22 صـ