أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : طريقة المذاكرة الصحيحة وتنمية القدرات العلمية

مدة قراءة السؤال : دقيقتان

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا فتاة عمري 19 عاماً، ملتزمة وأحافظ على صلواتي وأقرأ القرآن ولله الحمد، وقد رسبت في الثانوية العامة، وسأعيد هذه السنة في نفس المدرسة ونفس الأساتذة.

وتكمن المشكلة في أني لم أستوعب الدروس جيداً، ولا أفهم اللغة الإنجليزية، ودائماً يراودني شعور أني فتاة ضعيفة الإيمان بسبب رسوبي، وأني غير قادرة على النجاح، وأحاول نسيان رسوبي وأبدأ من جديد؛ لكن عزيمتي وإرادتي ضعيفة، ولا يشجعني أحد على الدراسة، ولا أستطيع تنظيم وقتي، وفي الامتحانات تتراكم علي الدروس ولا أعرف من أين أبدأ.

علماً بأني كنت أدعو الله دائماً أن يوفقني في الدراسة ولكن الدعاء لا يستجاب، ومع ذلك فما زلت أدعو وأطمع في رحمته ومغفرته، وأبي لديه محل إنترنت ولا ينهى عن المنكر، ويأتي رواد الإنترنت يفعلون الحرام، وأعتقد أن عدم الاستجابة للدعاء له علاقة بالمال الحرام الذي يكتسبه أبي، فساعدوني.

وجزاكم الله خيراً.

مدة قراءة الإجابة : 7 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مسلمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله تبارك وتعالى أن يبارك فيك، وأن يكثر من أمثالك، وأن يثبتك على الحق، وأن يهديك صراطه المستقيم، وأن يفتح عليك فتوح العارفين، وأن يوفقك في دراستك، إنه جواد كريم.

وبخصوص ما ورد برسالتك، فإن الله قد منَّ عليك بأجل النعم وأعظمها وهي نعمة الإيمان والإسلام ونعمة المحافظة على الطاعة، نسأل الله أن يديم عليك هذه النعمة، فقد مر النبي صلى الله عليه وسلم يوماً على رجل فسمعه يقول: (الحمد لله على نعمة الإسلام، فقال له: لقد حمدت الله تعالى على أعظم نعمة)، فأنت أكرمك الله بأعظم نعمة؛ وهي الالتزام بالشرع، والمحافظة على الصلاة وقراءة القرآن!

وأما ما يتعلق بموضوع الرسوب في الدراسة، فإن الله تبارك وتعالى جعل لكل خلق من خلقه أرزاقا، قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إن الله قدر المقادير قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة)، فالله عز وجل خلق هذا طويلاً وهذا قصيرا، وهذا جميلا وهذا متوسط الجمال وهذا منعدم الجمال، هذا غنياً وهذا متوسط الدخل وهذا فقير، هذا قوياً وهذا ضعيفا، فهذه سنة الله في خلقه، وكذلك بالنسبة للعقول فنجد أن الله أعطى بعض الناس ذكاءً خارقاً، وأعطى بعض الناس ذكاءً ممتازاً، وأعطى بعض الناس ذكاءً عادياً، وبعض الناس ذكاءً متوسطاً، وبعض الناس حظه من الذكاء قليل.

وكذلك الأمر بالنسبة للحفظ والاستيعاب، فهذه كلها أرزاق قدرها الله تعالى، وعلى قدر ما أعطانا الله من رزق فسيحاسبنا يوم القيامة، فالذين يُعطون مالاً سيسألون عنه يوم القيامة أكثر من الذين لم يُعطون مالاً، والإنسان القوي البدن سيسأل يوم القيامة عن قوته أكثر من الذي كان مريضاً أو ضعيفاً، وكذلك الذي أعطاه الله ذكاءً وأعطاه قدرة على الاستيعاب والمذاكرة فيسأل عن هذه النعمة أكثر من غيره؛ لأن الله كما لم يسوِّ بيننا في الأرزاق فلن يسوي بيننا في الحساب، وإنما يسأل كل واحد منا على قدر ما أعطاه.

ولعل الله تبارك وتعالى قدر أن يجعل حظك من الذكاء قليلاً، ولكنه في نفس الوقت جعل حظك من الالتزام كبيرا، فقد قلل لك في شيء وزادك في أشياء أخرى كما يحدث في حياة الناس جميعاً، فهذه قسمة الله تعالى، فينبغي علينا أن نرضى بما قسم الله لنا، ولكن ذلك لا يعني التكاسل والتقاعس وعدم الأخذ بالأسباب، لأنك لا تدرين هل هذا ابتلاء أم أنك أنت المقصرة.

وقوة الإيمان تدفع إلى التميز بفضل الله، ولكن قد يبتلي الله العبد وهو متميز في الإيمان ببعض الابتلاءات في الدنيا حتى يكافئه مكافأة عظيمة على ذلك في الآخرة.

وموضوع رسوبك وعزيمتك وإرادتك يدل على أن هناك تقصيراً من جانبك ومن البيئة التي تعيشين فيها، فأنت على قدر طيب من الذكاء، والدليل على ذلك أنك وصلت إلى الثانوية العامة؛ لأنك لو كنت ضعيفة الذكاء ما استطعت أن تصلي إلى هذه المرحلة، ولذلك فإن ذكاءك طبيعي، ولكنك لم تجدي المشجع أو المعين، ولم تستطيعي تنظيم وقتك بطريقة صحيحة حتى تستطيعين أن تحصلي على الدرجات المطلوبة.

ولذلك سأحاول أن أضع لك برنامجا لو التزمت به -بإذن الله- سوف تكونين متميزة، بل وتحصلين على امتياز وتفوق بإذن الله، والبرنامج كما يلي:

أولاً: المحافظة على الصلوات في أوقاتها كما تفعلين وقراءة القرآن.
ثانياً: المحافظة على أذكار الصباح والمساء.
ثالثاً: أن تكثري من الدعاء ولا تملي، فالله تبارك وتعالى أمرك بالدعاء ووعدك بالإجابة (( وَعْدَ اللَّهِ لا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ ))[الروم:6].
رابعاً: خذي فكرة عن الدروس التي سوف تُشرح قبل الذهاب إلى المدرسة، فمثلاً بعد الفجر تقومين بقراءة الدروس الجديدة التي سوف تُشرح في نفس اليوم، وانتبهي لشرح المدرس أو المدرسة، وعندما تعودين من المدرسة وتستريحين قليلاً ابدئي المذاكرة، وذاكري كل ما تم شرحه في هذا اليوم، ثم لخصي ما ذاكرته، وفي آخر الأسبوع قومي بمراجعة شاملة لكل المواد التي شُرحت خلال هذا الأسبوع.

إذن: عندك مراجعة قبل الذهاب للمدرسة، وعندك الاهتمام بالشرح، وعندك مراجعة في نهاية اليوم، وعندك المراجعة الأسبوعية، والعلماء يقولون: المراجعة صباحاً (25%)، وانتباهك لشرح المدرس (25%)، ومراجعتك اليومية (25%)، ومراجعتك الأسبوعية (25%)، فصارت هذه (100%)، ولو طبقت هذا ستشعرين فعلاً بأنك لا تنسين شيئاً، وهذا سوف يسهل عليك عملية الاسترجاع ليلة الاختبار بإذن الله تعالى.

وعليك أن تجعلي الدراسة عادة وليست للظروف، فحددي وقتاً للمذاكرة، مثلاً من الساعة الثامنة حتى الساعة العاشرة أو الحادية عشرة يومياً، هذا الوقت لا تتحركي فيه في أي عمل مطلقاً، إذا كنت أديت الصلاة فالحمد لله، وإذا كان وقت الصلاة في أثناء المذاكرة تقطعين المذاكرة وتقومين لأداء الصلاة، ثم تجلسين ولا تقومين بأي عمل خلال فترة المذاكرة، واجعلي المذاكرة هذه كالأكل والشرب والنوم، ولو جاءك اتصال فلا تردي على أحد حتى تنتهي المذاكرة، ولا تسمحي لأحد أن يعتدي على هذا الوقت الذي خصصته للمذاكرة.

وبهذا ستأتين ليلة الامتحان تراجعين هذا الملخص الخفيف الذي قمت بكتابته، وتدخلين الاختبار مستعينة بالله متوكلة على الله، وأنا واثق أنك ستحصلين على درجة عالية بإذن الله نتيجة تطبيق هذا البرنامج، وعليك بمواصلة الدعاء؛ فإن من دعا الله ورجاه فلن يخيب الله ظنه.

ويمكنك الاستزادة بالاطلاع على طرق معالجة عدم التركيز في الاستشارات التالية: (226145-264551)، وكيفية المذاكرة: (235849-3139).
وطرق التفوق: (230090-228606-233357).
نسأل الله لك التوفيق والسداد، وأن يجعلك من المتميزات المتفوقات، وأن يثبتك على الإيمان، وأن يجعلك من صالح المؤمنين، إنه جواد كريم.

وبالله التوفيق.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
كيف أكون قوية، وأتخلص من الخجل؟ 1729 الأربعاء 12-08-2020 05:25 صـ
لا أرغب في الحياة بسبب مشاكلنا الأسرية. 1355 الأحد 12-07-2020 07:22 صـ
أمر بحالة ضياع وعدم تركيز فما سبب حالتي؟ وهل لها علاج؟ 1420 الاثنين 06-07-2020 04:22 صـ
هل هناك طريقة أفضل وأكثر تأثيرا لتطوير النفس؟ 1207 الاثنين 06-07-2020 04:27 صـ
أريد التوقف عن تقليد الآخرين، أريد أن أكون أنا! 1135 الأحد 28-06-2020 09:28 مـ